مستشفى ميداني نسائي إلى غزة
د. دانييلا القرعان
01-10-2024 09:28 AM
تؤدي المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم، رسالتها القومية والإنسانية وتلعب دورًا فاعلاً ومؤثرًا في دعم القضية الفلسطينية وتعزيز صمود أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق ومواجهة كافة الممارسات الإسرائيلية التي تتخذها إسرائيل في التضييق على أصحاب الحق والأرض، ومارست الدبلوماسية الأردنية تأثيرها ونفوذها في المنابر الدولية وهبت للدفاع عن القضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة على أرضهم وعاصمتها القدس الشريف.
وقدم الأردن وعبر تاريخه المجيد كل ما يلزم من أشكال المساندة لدعم صمود الشعب الفلسطيني ومنع التهجير القسري عن أرضة التاريخية، وجاءت المستشفيات الميدانية العسكرية الأردنية المزودة بطواقم من ذوي الاختصاصات الطبية المختلفة لتمثل أحد أهم أشكال الدعم الأردني في تقديم الرعاية الطبية اللازمة للذين تعرضوا لإصابات متنوعة جرّاء الاعتداءات الإسرائيلية العنيفة والمتكررة.
ففي عام 2000 أرسلت القوات المسلحة الأردنية محطة علاجية ما زالت عاملة حتى وقتنا الحاضر إلى مدينة رام الله، وتم تجهيزها وتزويدها بما يلزم من خبرات ومعدات ومستلزمات طبية؛ لتضميد جراح الأهالي في الضفة الغربية والوقوف إلى جانبهم جراء الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
وبعد الاجتياح الإسرائيلي المُدمر عام 2002، أرسلت القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي محطة علاجية أخرى إلى جنين بهدف التخفيف عن الأشقاء وتقديم المساندة الطبية والعلاج الطبي اللازم للجرحى والمصابين، لتكون بصمة أردنية طبية مميزة شاهدة على عمق ومتانة الأخوة بين الشعبين الشقيقين.
وضمن الجهود الأردنية المتواصلة في مد يد العون والمساعدة لأبناء الشعب الفلسطيني، وفي نهايات عام 2008 ونتيجة للعدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، وبتوجيهات من لدن جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية، أُرسل المستشفى الميداني الأردني غزة/1 في كانون الثاني عام 2009 واستمر مدّة 14 عامًا، واستقبل خلال هذه المدة نحو مليوني مراجع من الأشقاء في قطاع غزة، وكان أول مستشفى عربي يصل إلى القطاع.
واليوم وفي ظل العدوان الإسرائيلي الهمجي المستمر الذي تقوده إسرائيل على القطاع ضاربة بعرض الحائط القوانين والأعراف الدولية والإنسانية، والذي خلف دمارًا هائلاً وتسبب في إزهاق أرواح وإراقة دم أكثر من عشرين ألف شهيد بين طفل وشاب وشيخ مسن. وانطلاقاً من أدوارها المشهودة في التخفيف من آثار العدوان الغاشم الذي تعرض له القطاع بعد السابع من تشرين الأول وخروج مستشفيات قطاع غزة عن العمل، واصل الأردن دعمه المستمر لأبناء الشعب الفلسطيني وقام بإرسال المستشفى الميداني الأردني الخاص/2 جنوب قطاع غزة إلى مدينة خان يونس بسعة استيعابية 41 سريرًا، بمختلف الأقسام والعيادات وبسعة 41 حاضنة، تديريها 145 من الفرق والكفاءات الطبية في الخدمات الطبية الملكية، والتي تُجسد سردية أردنية تعبر عن تضامن الشعب الأردني مع الشعب الفلسطيني الشقيق. وتستمر القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي في أداء دورها بمساندة الأشقاء في قطاع غزة وحتى انتهاء العدوان، مجسدةً سردية أردنية تعبر عن تضامن الشعب الأردني مع الشعب الفلسطيني الشقيق، وانطلاقًا من الالتزام التاريخي للقوات المسلحة في حمل هموم الأمة والدفاع عن قضاياها يستعد الأردن لارسال مستشفى ميداني كبير متخصص للنسائية والتوليد لقطاع غزة، والمستشفى سيكون بجوار المستشفى الميداني الأردني في منطقة خان يونس، حيث تم استئجار قطعة أرض مجاورة لاقامته، وهذا المستشفى سيكون له دور كبير في توفير الخدمات والرعاية الصحية للنساء الحوامل اللواتي يحتاجون لرعاية خاصة..
لا يوجد دولة في العالم قدمت كما قدم الأردن لفلسطين وغزة، وتاريخ وجود الخدمات الطبية الملكية في غزة والضفة الغربية يعود إلى عام 2000 بعد الانتفاضة الأولى، حيث تم تقديم خدمات طبية مميزة ومازالت موجودة على شكل مستشفيات ميدانية ومحطات جراحية في رام الله وجنين وغزة بأمر وتوجيهات ملكية سامية. إن المستشفى الميداني الأردني الأول في غزة يعود إلى عام 2009 بعد الحرب الثانية على القطاع، وهو مستشفى موجود في منطقة تل الهوى وتم إرسال فرق طبية متخصصة من كافة الاختصاصات الطبية (الجراحة العامة والعظام والجهاز الهضمي والأوعية والشرايين، بالإضافة إلى اختصاصات أخرى باطنية و نسائية وتوليد). تعتبر الخطوة الملكية بإرسال مستشفى نسائي إلى غزة من بين المواقف والافعال التي تُسجل للأردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، فجلالته رغم ما يحدث في الشرق الأوسط، لم ينسى قطاع غزة، فكانت له سوابق كثيرة في دعم الأشقاء في غزة وخير مثال ارسال المساعدات الإنسانية الغذائية والدوائية عبر طائرات سلاح الجو الملكي تعرف بعمليات الإنزال الجوي على قطاع غزة، ومواقفه الثابتة والراسخة كرسوخ الجبال من القضية الفلسطينية، واليوم جلالته لم ينسَ المرأة الفلسطينية بشكل عام والمرأة الغزيّة بشكل خاص، فقد أشرف على تجهيزات المستشفى النسائي الخاص بالتوليد ليتم إرساله إلى جانب المستشفيات الأردنية العسكرية هناك، فهنيئًا لنا كشعب أردني بهذا القائد، فليحفظ الله الأردن قيادةً وشعبًا وأرضًا.
"الدستور"