كلمة تفصيلية قوية ومداخلة، تظهر قوة سياسية للموقف الأُردني الثابت تجأه القضية الفلسطينية قدمها وزير الخارجية معالي أيمن الصفدي في الجِلسة المفتوحة لمجلس الأمن حول الحالة في الشرق الأوسط. كما قدم مداخلة بعد ادعاء الجانب الإسرائيلي في كلمته الصباحية بأن إسرائيل محاطة بدول تريد تدميرها، فتدخل وزير الخارجية برد سياسي قوي حيث قال "على إسرائيل التوقف وفورًا عن الحرب" ، متسائلا ما نهاية المطاف غير مزيداً من الخراب والقتل، الذي لم يوّلد سوى الدمار وقتل النساء والأطفال والمدنيين الابرياء
لقد تحدث في مداخلته التي جاءت بعد خطاب الجانب الإسرائيلي قائلا؛ "نحن أعضاء في لجنة عربية إسلامية مفوضة من 57 دولة على استعداد لضمان أمن إسرائيل في سياق انتهاء إسرائيل للاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة" .
وأضاف أن الحرب دمرت 30 عام من محاولات إقناع جميع القُوَى السياسية بعملية السلام ، كما آن الحرب عبرت عن رفض إسرائيل المعلن لحل الدولتين.
وفي واقع الأمر وتعقيبا على ما تفضل به وزير الخارجية إن احتمال عودة الفلسطينيين إلى طاولة السلام بعد الصراع الأخير في غزة يعتمد على عوامل مختلفة، أبرزها جهود الوساطة الدولية، والدبلوماسية السياسية ، فالمشاعر الفلسطينية متأججة بالغضب الشعبي والحزن الشديد من الدمار الذي لحق بغزة وبمعظم المناطق الفلسطينية المحتلة.
الوضع لا يزال معقدًا بشدة ومليء بالشكوك وبالتوترات المستمرة والمخاوف الإنسانية.
ما زال المحتل يستخدم العنف ضد المدنيين ويمارس العنف الغير مقبول أو محسوب النتائج.
وزير الخارجية الأردني منذ بداية الحرب وهو يعبر عن الموقف الأردني الرسمي في ردود سياسية قوية بامتياز،، نابعة من قناعات جلالة الملك عبد الله الثاني وشعبه الطيب الذي لم يتخلى يوما عن فلسطين ، بل كان ثابت الخطوة والخطاب تجاه القضية الفلسطينية والسلام في الشرق الأوسط.
إن الموقف القوي لوزير الخارجية الأردني، له أبعاد أيحابيه واضحة، وهو يؤثر بالفعل على المناقشات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، خاصة في ضوء دور الأردن التاريخي في الدفاع عن القضية الفلسطينية.
وهذا الدور كان واضحا، وقد حمل العديد من المبادرات التي تطالب بوقف العنف، وحث الموقف الدولي للاستجابة للمطالبة بايقاف الانتهاكات والعنف تجاه الشعب الفلسطيني و المشاركة بشكل أكثر فاعلية لحل الصراع في المنطقة .
الأردن ذو ثقل سياسي كبير في الدبلوماسية الإقليمية والدولية ، وتأثيره يعتمد على أساس تكثيف الجهود من أجل التنسيق مع الدول العالمية الرئيسة المهتمة بعملية السلام والأمن بالمنطقة .
الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من دول العالم يعترفون باهمية دور الأردن في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، والدبلوماسية في المنطقة، لكن حتى اللحظة لا يوجد استجابة واضحة نحو التحرك للضغط على الجانب إلاسرائيلي لوقف الحرب ، وردود الفعل الدولية حتى وقتنا الحاضر كانت بناءً على المصالح الاستراتيجية لكل دولة، مما جعل الأمور أكثر تعقيدا وخطورة.