الوطن البديل والخروج الثالث
عصام قضماني
01-10-2024 01:03 AM
هناك استرسال في بعث المخاوف من خطط اسرائيل في تحويل الاردن الى وطن بديل وهناك استرسال اكثر في بعث المخاوف من الخروج او اللجوء الفلسطيني الثالث الى الاردن!
كان الملك عبدالله الثاني واضحا في خطابه الاخير امام الجمعية العامة للامم المتحدة فهو قال للعالم ان فكرة الاردن الوطن البديل للفلسطينيين مرفوضة جملة وتفصيلا، وان التهجير القسري للفلسطينيين مرفوض ايضا وما قصده الملك هو ليس فقط اخراج الفلسطينيين من مدن الضفة تحت خراب البنادق وقصف القنابل لا ايضا ممارسة الضغوط بالمضايقات والحصار والتجويع ما يهيء للخروج الثالث.
لماذا يعتقد البعض ان ما تريده اسرائيل وقياداتها المتطرفة وكلها كذلك سيحصل وكأن الاردن غير موجود لا ملكا ولا حكومة ولا شعباً ولا جيشاً؟
لماذا يعتقد البعض ان اسرائيل قادرة على فرض امر واقع وان الاردن سيقف بلا فعل ولا حول ولا قوة له؟
يحب ان نتنبه الى ثلاث مسائل مهمة في هذا الشأن اما الاولى فهي ان الاردن دولة ذات سيادة وما تعنيه هذه الحقيقة من وقائع. اما الثانية فهي ان الفلسطينيين الذين عانوا من الخروج الاول عام ٤٨ والخروج الثاني عام ٦٧ لن يقبلوا بالخروج الثالث ليس لانهم فقط متمسكون بارضهم رغم المعاناة والحصار والمضايقات بل ايضا لانهم توصلوا الى قناعة بان لا مكان ولا ارض قد تكون بديلا لهم سوى فلسطين وقد بلغ بهم المشوار ما بلغ وليس هناك ما يخسرونه اكثر.
اما الثالثة فهي ان ايقاع العالم يتغير فاسرائيل ومكانتها في العالم ليست هي ذات الدولة او الكيان الذي كان قبل عدوانها على غزة والتداعيات ستتعمق اكثر واكثر.
دعم من كل ما تراه من دعم الغرب الرسمي غير المسبوق وفي مقدمته الولايات المتحدة الاميركية لهذا الكيان فثمة اجيال جديدة فتحت اعينها على حقائق لم تكن تعرفها كل ذلك بفضل السوشال ميديا التي اخترعها الغرب نفسه، هذه الاجيال لم تفتح اعينها فقط على اكاذيب عاشتها اجيال سبقتها بل انها ايضا اصابها الملل والقرف من اسطوانات مشروخة مثل معاداة السامية وما يسمى بالمحرقة ولعب دور الضحية التي يريد العرب ذبحها والقاءها في البحر، اية ضحية هذه التي ذبحت حتى الآن عشرات الالاف في غزة والضفة وآلاف مثلهم في لبنان؟
نعم في ذهن اسرائيل المتطرفة وكلها كذلك خرافة اسمها اسرائيل الكبرى وفي ذات الذهنية المريضة وطن بديل وطرد ما تبقى من فلسطينيين خارج فلسطين التاريخية لتحقيق حلم الدولة اليهودية الخالصة، لكن هناك حقائق تتجاوز الجغرافيا وهناك حقائق تعلمناها من التاريخ.
الفلسطيني لا يريد ان يعيش مرارة الخروج الثالث فهو اما ان يموت ممسكا بشجرة وتحت سقف خيمة واما ان يحصل على حرية في دولة.
مقابل المشروع الصهيوني هناك مشروع يعيش في عقل وقلب كل فلسطيني وهو الحرية في دولة ذات سيادة اسمها فلسطين.
هذا المشروع هو ما يمنع الفلسطيني من ان يكرر مرارة الخروج الثالث وهو ما يقف سدا في مواجهة مشروع اسرائيل في الاردن وطنا بديلا.
مقابل المشروع الصهيوني، هناك مشروع في ذهن وقلب كل اردني عنوانه ان الاردن هو الاردن وفلسطين هي فلسطين.
هل خرج اهل غزة من غزة برغم القتل والتجويع؟
هل تجمع اهل الضفة عند الحدود الاردنية؟
هذه هي الاجابة عن سؤال الوطن البديل والخروج الفلسطيني الثالث.
الرأي