facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إسرائيل والنصر الزائف


سيف منور السردية
30-09-2024 06:29 PM

وانت تشاهد الحرائق المندلعة في كل مكان ، لابد ان تعتقد ان اسرائيل هي المنتصرة وصاحبة اليد الطولى في شرق المتوسط ، لانها تضرب في اليمن وايران والعراق وسوريا ولبنان والضفة الغربية وغزة ، اي انها المنتصرة على جميع الجبهات ، ولكن الحقيقة ان ما تشاهده هو انتصار زائف ، لان اسرائيل لا تحارب جيوشا نظامية ، ولا دولا مستقلة ذات سيادة ، بل هي تحارب ميليشات تحررية ، وفصائل مقاتلة ، كالحوثيين وحماس وحزب الله وعصائب اهل الحق و الحشد الشعبي والحرس الثوري الايراني في بعض الدول العربية .

واهمٌ من يعتقد ان ايران هي دولة ، فايران هي ثورة على شكل عصابة تحكم دولة ، من هنا فان ما ينطبق على الدول لا ينطبق على كل ما ذكر من الجيوش آنفا ، والتي تسمى فصائل واحزاب وحركات تحررية، وكنتونات عسكرية .

لقد اخذت اسرائيل العزة بالاثم ، عندما قامت باغتيال اسماعيل هنية وقيادات حزب الله واخرهم حسن نصرالله ، وهي الان تسعى ان تنتهي من عبدالملك الحوثي في اليمن ، وتعتقد واهمة بانها تعيد تشكيل الشرق الاوسط ، وهذا وهم وهراء ، فلا شرق اوسط يتغير ، ولا اسرائيل تنتصرت ، ولا تغيير في ملامح الوجود العربي الحقيقي في بلادنا العظيمة ، الا انها مرحلة تمر بها الامة ، كامتحان هام كي تفهم منه ما الذي يحدث عندما تسيطر المليشيات المسلحة على مصائر الدول .

الحقيقة التي يجب ان تفهمها اسرائيل ان كل مليشيا او مجموعة محاربة او مجموعة تحررية من ما ذكرنا سابقا ، كانت تعاني من عقدة الكره من مواطني تلك الدول ، فاللبنانيون على اختلاف مشاربهم وطوائفهم يكرهون حزب الله ، لانه حزب شيعي ايراني ، واليمنيون على اختلاف اصولهم وقبائلهم يكرهون الحوثيين وانصار الله ، لان الحوثيين زيديين شيعة اثناعشرية موالية لايران ، والعراقيون على اختلاف قبائلهم واصولهم وديانتهم يكرهون الحشد الشعبي لانه شيعي بكل فصائله يتبع للحرس الثوري وولاية الفقيه الايرانية ، والسوريون على اختلاف جذورهم ومنابتهم وطوائفهم يكرهون عصائب اهل الحق والزينبيون والعصائب الشيعية المختلفة التي تسيطر على سوريا لانهم ايرانيون وباكستانيون وافغان شيعة جاءوا لنصرة العلويين ومراقد السيدة زينب والاولياء الصالحين ، وحماس كُرهت من قبل اهالي الضفة الغربية وجميع الفلسطينين مع انها تدافع عن ارضها بوجه المتحل الصهيوني ، وهي فصيل مقاوم على حق ، ولكنها كرهت لانها اصبحت اداة من ادوات اذرع الملالي الايرانية في فلسطين.

الخلاصة هي ، ان اسرائيل تحارب مليشيات مكروهة في دولها ومن مواطنيها ، ومن حواضنها الشعبية ، لانها اصبحت اداة للقمع المحلي في الدول العربية التي سيطرت عليها ايران ، لذلك استسهلت اسرائيل ضرب هذه المجموعات ، وبقي المجموع العربي الحقيقي ينتظر اسرائيل للقضاء على هذه الظواهر الشاذة في الدول العربية ، فسَهُل اختراقهم وسَهُل ضربهم ، وسهل اصطياد زعمائهم ، فاسرائيل تعيش انتصارا زائفا وليس حقيقيا ، لانها تضرب في الدول العربية ميليشات مكروهة في الدول العربية ، ولو ان اسرائيل كانت حربها مع جيوش عربية حقيقية ، لتبدل الحال بالحال ، وعرفت اسرائيل حجمها الطبيعي ، لان العرب ليسوا ضعفاء ، ولكنهم كانوا لا يريدون الدخول في حروب اهلية مع تلك الميليشيات ، فجاءت اسرائيل واراحتهم من عناء القتال ، واظهرت حقيقة ان ايران حليفها سيبقى دائما خاسر ، ولن تتورع عن تركه عندما يجد الجد ، كما تركت حزب الله وشيخه نصرالله يدفن تحت التراب ، وكما تركت الحديدة في اليمن تغرق في وحل النفط المحترق ، وكما تركت سوريا تُضرب ليلا نهارا دون ان تقدم لها صاروخا واحدا يرد الطائرات الاسرائيلية المغيرة ، وكما قُتل ضيفها هنية في منزل الضيافة في طهران دون ان تظهر حقيقة مقتله ، ونتائج التحقيقات التي وعدت بها، ودون رد الثأر الموعود، وبقيت تحتفظ بحق الرد الى ابد الآبدين .

يستطيع العرب الان ان يعرفوا حجم اسرائيل وقدراتهم ، فاسرائيل لا تستطيع الحرب ليوم واحد من دون اميركا ، واسرائيل لا تستطيع ان تفتح جبهة او ان ترد صاروخ، او ان تحيي القبة الحديدية ، دون خط الامداد الغربي الاميركي اليها ، ولا تستطيع ان تحارب يوما واحدا دون البارجات الحربية الامريكية في المتوسط ، وفي بحر العرب ، اسرائيل كذبة كبرى ونصرها زائف ، والختام سلام ..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :