دبلوماسية الولائم والسفارات مع صبري ربيحات
السفير الدكتور موفق العجلوني
30-09-2024 02:07 PM
استوقفني حديث لمعالي الدكتور صبري ربيحات منشور في وكالة عمون الغراء يوم اول امس بعنوان " دبلوماسية الولائم " يحمل ابعاداً خطيرة و يقرع جرساً و انذاراً لا بد للمستهدفين ان يصحوا من غفواتهم و هفواتهم، و خاصة و نحن نعيش تحديات وازمات و قضايا لها اول و ليس لها اخر ممكن ان يكون لها انعكاسات رسمية و شعبية و تحليلات و تفسيرات من هنا و هناك لا تصب في مصلحة الوطن لا قدر الله، وان تكون تصرفاتنا تلتزم بالحكمة والعقلانية و بعد النظر وما يصب في مصلحة الوطن اولاً وآخراً.
من هنا سأبدأ حديثي من حيث انتهى معالي الدكتور ربيحات والذي اتسم بالدبلوماسية والحكمة والعقلانية، رغم ان بداية حديثه كان نقداً جارحاً ومؤلماً برأي الشخصي لمن تجاوزوا كافة الأعراف الدبلوماسية واصول الاتيكيت والبروتوكول لا بل الأعراف والعادات الأردنية الاصيلة والتي هي عنوان فخر واعتزاز لنا كأردنيين وعرب ومسلمون وقدوة للإنسانية بشكل عام.
يقول الدكتور ربيحات: " حقيقة لا شيء يعيب هذا النمط من الدبلوماسية شريطة ان يكون الوطن وهمومه ومخاوفه حاضرة في هذه اللقاءات وان لا نراها او نسمعها كفضائح على صفحات الوكي ليكس كما حصل في الاعوام التي خلت. التهنئة مرة أخرى لأعزاءنا النواب. وللإنجليز نقول شكرا لدعوتكم لممثلينا، لكنا نتطلع الى مواقف تتجاوز العلاقات العامة وشرح الأفعال، نحتاج إلى أن نرى تفعيلا حقيقيا وجادا للقانون الدولي وللمبادي التي قامت عليها هيئة الأمم. الشعب العربي يريد عدلا وكراما ويريد ان يثق بأن الأمم كل الأمم تمتثل للشرعية الدولية وان لا أحد فوق القانون."
و دفاعاً عن سعادة السفير البريطاني فيليب هول ، و هو ضيف لدى جلالة الملك بالعرف الدبلوماسي و يمثل التاج البريطاني ، و تربطنا بالمملكة المتحدة علاقات تاريخية و علاقات صداقة مبنية على الاحترام المتبادل و المصالح المشتركة ، و انا اتفهم كل ما جاء في حديث معالي الدكتور ربيحات و اتفق مع معاليه جملة وتفصيلا و خاصة " ان بريطانيا كانت ولا زالت داعمة للعدوان الذي تقوم به اسرائيل على الشعب الفلسطيني وانها كانت السبب وراء كل ما تعانيه المنطقة العربية من تجزئة وتقسيم وهي التي منحت لليهود الوعد بإقامة وطن قومي على الارض الفلسطينية وسهلت لهم قتل وتهجير وطرد الفلسطينيين العرب .
ولكن هنا اتحدث بصراحة ومن تجربتي الشخصية الدبلوماسية: من حق السفير البريطاني او أي سفير اخر لدولة شقيقة او صديقة، ان يدعو من يشاء سواء الى دار السفارة او الى منزل السفير او مطعم او فندق سواء كان فعاليات رسمية او شعبية، وأي سفير موجود هنا هو لخدمة مصالح بلدة وبالطرق الدبلوماسية والشعبية التي يرى فيها مصلحة لبلده، دون التدخل في الشؤون الداخلية للبلد المعتمد، وهذا حال كل البعثات الدبلوماسية.
وانا اتحدث هنا من خبرات شخصية كسفير ودبلوماسي بما يزبد عن ٤٠ عاماً فقد تلقيت العديد من الدعوات، وقمت بالعديد من الدعوات وكنت احياناً ولمصحة بلدي اقبل هذه الدعوات او اعتذر عنها، وبالمقابل كنت ادعو العديد من الرسمين والأصدقاء، وكان من يقبل دعواتي او يعتذر عنها. و بالتالي ليس عيب ولا حرج ولا انتقاد لسعادة السفير البريطاني فيليب هول بتوجيه دعوات لنواب او وزراء او شخصيات رسمية او شخصية، حيث تشرفت بزيارته في مكتبه في دار السفارة قبل أسابيع بصفتي المستشار الدولي لهيئة اعتماد الجامعات في بريطاني " ASIC " و تناولنا الحديث حول التعاون في هذا المجال بحضور كل من المستشار الثقافي و المستشار الاقتصادي.
واختم حديثي، بتقديم الشكر الى سعادة السفير البريطاني فيليب هول على دعواته بشكل عام سواء كانت موجهة للنواب او غيرهم، والتي تهدف في نظري لتعزيز علاقات الصداقة بين البلدين وتبادل وجهات النظر حول القضايا الاقتصادية والثقافية بين البدين الصديقين واللذين يرتبطان بعلاقات طيبة و بتوجيهات كل من جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وجلالة الملك تشارلز الثالث.
أما موضوع قيام ٤٥ نائب منتخب بتلبية دعوة سعادة السفير البريطاني ولا زالوا لم يقسموا اليمين الدستوري وهم يمثلون قواعد شعبية قامت بانتخابهم، فهذا موضوع لا يتسع المجال لتناوله. وللحديث بقية في الأيام القادمة بإذن الله.
* السفير الدكتور موفق العجلوني/ المدير العام مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية .