facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هرم مقلوب


فيصل سلايطة
29-09-2024 12:15 PM

بعد اغتيال الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في الضاحية الجنوبية ، تبادر إلى ذهني سؤال: " يا ترى لماذا قَلبتْ اسرائيل هرم اغتيالاتها؟ "

لماذا لم تبدأ برأس الهرم ثم تدرجت نحو صغار العناصر و القيادات؟ هل تريد بهذا تمزيق الجسد وصولا للرأس؟ .

هل كانت تريد تحطيم معنويات الحزب و معه نصرالله لكي يسهل عليها السيطرة عليهم؟ أمْ أن تضارب المعلومات التي كانت تستقيها من الجواسيس و وسائل الاختراق بعثرت تراتبية الاهداف؟.

اسئلة كثير تسأل في هذا الصدد ، الاختراقات غريبة و مريبة و مخيفة في آنٍ واحد ، هل ختمتْ اسرائيل السباق و تربّعت أعلى قمم التكنولوجيا و الذكاء البشري و الاصطناعي ، و الأهم من ذلك ، كيف يقرأ العالم ما حدث مؤخرا؟.

في عالمنا العربي المنشق أصلا ، و الذي تملأهُ الصدوع و الانقسامات ، كان خبر الاغتيال متباين الشعور ، بين متأسف و متألم و غاضب و سعيد و مهلّل ، فالسياسة جعلت الشوارع تسير بدرجات مختلفة.

منهم من يعلّل ذلك بما حدث بسوريا ، منهم من يتهم ايران و هي ليست ببعيدة عن هكذا اختراق ، فايران لديها من المصالح ما تجبرها على المساومة ، و منهم من يعتبر الحزب عماد المقاومة الذي ساند غزة طيلة أشهر الحرب.

المشكلة العميقة في تكويننا العربي هو أننا نضع الحياة برمّتها في خطيّن ، يا ابيض يا اسود ، إن لم تكن في صفّنا فأنت مع اسرائيل ، إن انتقدت الحزب فأنت اسرائيلي بامتياز ، وهذه طفولة تفكير لا أكثر ، بحيث من غير المنطقي اعتبار من هم ضد حزب الله أو حركة حماس اسرائيليين ، بل الاسرائيليين هم من ساهموا في تدمير هذه الفِرق و تشتيتها ، فالشباب في الحزب أو حماس هم شباب عربيّ ، هم عائلات و أمّهات و سلاسل من الحزن و الاسى ، نحزن عندما يعذّبوا و يفجّروا من قبل اسرائيل، تلك التي تتفاخر بما تفعل!

تاريخنا العربي مليء بالتناقضات ، بالاكاذيب ، بالتهويل و التضخيم ، إن لم نقم اليوم بقراءة واسعة و شاملة نقف بها عند الثغرات و الاخطاء فلن نتقدم ، اليابان عندما انسحبت و استسلمت في الحرب العالمية ، وضعت نصب أعينها الانحرافات و الاخطاء التي قامت بها ، فنفضت عن نفسها الغبار و قامت ، هذا ما نحتاجة ، وهذا ما يجب أن نسعى اليه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :