facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ضربة على أسوار الحزب


محمود الدباس - ابو الليث
28-09-2024 08:38 PM

* بين إعادة الثقة لجيش الاحتلال.. وصمت طهران المريب

الهجوم الأخير على الضاحية الجنوبية.. الذي استهدف القيادات الروحية والعسكرية لحزب الله.. يعكس تحولاً كبيراً في ديناميكيات الصراع الإقليمي.. ففي خضم انشغال الكيان الإسرائيلي على جبهة غزة.. جاءت هذه الضربة لتوجه رسالة مزدوجة.. الأولى إلى حزب الله وإيران.. بأن الجبهة الشمالية ليست بمنأى عن الهجمات.. والثانية إلى الداخل الإسرائيلي لطمأنة الجمهور.. وإعادة الثقة بالقيادة العسكرية والسياسية.. والتي شهدت انقسامات واضطرابات في الفترة السابقة..

عند النظر إلى التحليلات الغربية المحايدة.. نجد أن تقارير مثل تلك التي نشرتها "Politico" تشير إلى أن الداخل الإسرائيلي كان يمر بفترة من الشكوك والانقسامات.. مع تزايد الحديث عن ضعف في القيادة العسكرية والسياسية.. وخلافات بين نتنياهو وقيادات الجيش.. حول كيفية إدارة العمليات في غزة.. لكن ما يظهر الآن هو أن هذه التقارير قد تكون جزءاً من خطة محكمة.. تهدف إلى بث رسائل مضللة للخصوم.. وإعطائهم شعوراً بأن الكيان في حالة ضعف.. وبالتالي جرهم إلى مواجهات غير محسوبة..

التقرير الصادر عن "Politico" وغيره من المصادر الغربية المحايدة.. أيضاً يشير إلى أن الهجوم على حزب الله.. قد يكون جزءاً من استراتيجية أكبر.. لتحييد جبهات المقاومة تدريجياً.. وتعزيز السيطرة على غزة.. التي تحولت إلى صراع مفتوح منذ 7 أكتوبر.. كما أن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة.. يؤكد هذا الاتجاه.. حيث قال بوضوح إن العمليات في غزة لن تتوقف حتى تعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل الهجوم المفاجئ لحماس.. هذا التصريح يعكس عدم اكتراث الكيان الإسرائيلي بأي ضغوط دولية.. أو مظاهرات متزايدة في معظم دول العالم.. ضد ما يحدث في غزة..

وفيما يتعلق بالموقف الإيراني.. يبدو أن طهران.. رغم دعمها المعروف لحزب الله.. قد تلتزم الصمت في هذه المرحلة.. فحسب التحليلات العسكرية والاستراتيجية.. لم تقدم إيران دعماً ملموساً خلال هذا التصعيد.. بل اكتفت بتحركات رمزية عبر الطائرات المسيرة.. التي لم تؤثر بشكل كبير على المعادلة الميدانية.. مما يثير تساؤلات حول مدى استعداد إيران للتورط المباشر في صراع إقليمي أوسع.. أو ما إذا كانت تنتظر لحظة أكثر مواتاة للتحرك..

من المهم هنا ملاحظة أن الاستراتيجية الإسرائيلية.. قد تكون تستهدف استدراج حزب الله أو إيران إلى ردود فعل محسوبة.. تكون ذريعة لتوسيع نطاق العمليات الإسرائيلية في الجبهة الشمالية.. الضربة الأخيرة قد تدفع حزب الله إلى رد محدود.. كما حدث في حالات سابقة.. لكن يبدو أن الكيان الإسرائيلي يحاول فرض واقع جديد.. يتعامل فيه مع أكثر من جبهة.. دون إعطاء الفرصة لأي طرف لإعادة ترتيب صفوفه..

في غزة.. قد يكون لظهور تماسك القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية بعد هذه الضربة.. تأثير في تعزيز الموقف العسكري على الأرض.. فالجيش الإسرائيلي الذي عانى منذ عام من عدم حسم المعركة في غزة.. يبدو الآن مستمداً قوة جديدة بعد إعادة الثقة به داخلياً.. وقد تكون هذه القوة دافعاً لتكثيف العمليات هناك.. وعلى الرغم من أن المقاومة في غزة.. أثبتت قدرتها على الصمود.. إلا أن الاستراتيجية الإسرائيلية باتت أكثر شراسة ووضوحاً.. كما أشار نتنياهو في خطابه.. الأمر الذي يدعو المقاومة لأن تعيد حساباتها.. وتغيّر من استراتيجياتها وطرقها في التعامل مع هذا العدو..

هنا.. يمكن القول إن الوضع الإقليمي مرشح للتصعيد.. خاصة إذا ما استمر الكيان الإسرائيلي في استهداف الجبهات الشمالية.. بالتوازي مع عملياته في غزة..
إيران.. التي تتخذ حالياً موقف المراقب.. قد تجد نفسها مضطرة للتحرك.. إذا ما استمر الضغط على حزب الله.. مع اخذ بعين الاعتبار.. احتمال.. اذا ما كانت هناك تفاهمات بين ايران والغرب.. والذي قد يفرض واقعاً مغايراً على التحرك الإيراني..

الدروس المستفادة منذ 7 أكتوبر تشير إلى أن الأطراف المختلفة تلعب على أخطاء بعضها البعض.. ومع كل تصعيد.. يصبح من الصعب توقع نهاية للصراع.. بل قد نكون أمام مرحلة جديدة من النزاعات المعقدة التي تشمل أبعادًا سياسية وعسكرية ودبلوماسية واسعة..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :