facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




حكايتي مع دفتر النسخ


مصطفى القرنة
28-09-2024 07:19 PM

تجسدت ذكرياتي في جبل التاج، حيث كان المساء يحمل عبق الفلافل، ويبدأ عند أذان المغرب. في تلك اللحظات، كانت حواسي كلها تستيقظ؛ فقد كانت رائحة الكمون تملأ المكان، وعيناي تتابع الفلافل وهي تتراقص في الزيت، بينما كنت أشعر بيدي تتحسسان تلك الأقراص المقرمشة.

في مطعم "فلسطين"، كانت تجارب الطفولة تتشكل، فهو المكان الذي لم أعرف غيره. كان هناك مهرجان ليلي خاص، يبدأ معلم الفلافل بمهارة يديه، التي كانت تتحرك بسرعة لتحويل الحبات إلى اللون الذهبي. أتذكر كيف كنت أشتري فلافل بخمسة قروش، وأطلب منه أن يضع الشطة، ورغم أنني لم أكن أستطيع تناول أكثر من ثلاث حبات، إلا أنني كنت أشعر بالشبع.

كنا نستمتع بالفلافل مع كأس من الشاي، وكانت الحكايات تتوالى حتى أذان العشاء. بعد ذلك، نتوجه للصلاة في مسجد الشهيد، أو ربما نذهب إلى دكان أبو خميس، الذي كان يعد كالمول في زمنه، حيث تجد كل ما تحتاجه، بما في ذلك أصناف الدخان المختلفة.

ومع انتهاء يومنا، كانت الدراسة تنتظرنا. كان أستاذنا في مادة اللغة العربية، الأستاذ فاضل، يطلب منا نسخ الدروس مرات عديدة. لكنني كنت أشعر بالملل من تكرار النسخ، لذا اخترعت قصصاً وحكايات بدلاً من كتابة الدرس. وذات مرة، انتبه الأستاذ لذلك، وقرأ ما كتبته، دون أن يؤنبني بشكل مباشر. بعد تصحيح الدفاتر، أشار إلى الأمر مهدداً، لكنه لم يذكر اسمي، وانتهى بابتسامة لم أفهم مغزاها.

تتوالى الذكريات، ويبقى جبل التاج حاضراً في ذهني، برائحة الفلافل، وصوت الأذان، وحكايات سكة الحديد المقابلة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :