خطاب الملك .. تأكيد مُطلق للثوابت الأردنية
د. عبدالله حسين العزام
28-09-2024 12:04 PM
وجه جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في خطابه باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة، بنيويورك في دورتها الـ79 إشارات واضحة وصارمة أمام العالم أجمع، ركز فيها على سيادة الدولة والثوابت الأردنية العليا والهوية الوطنية، مؤكداً دور الوصاية الهاشمية الراسخة في الحفاظ على المقدسات وحماية الهوية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولتهم على ترابهم الوطني،مترجما روح العروبة الصادقة التي حملها الهاشميون على مرِّ التاريخ، مذكرا المجتمع الدولي بما حذر منه في عام 2023 قبل اندلاع الحرب على قطاع غزة!. لافتاً إلى أن ما تقوم به دولة الاحتلال حاليا أمام مرأى العالم ككل ضرب بعرض الحائط لكل المبادئ الأخلاقية والسياسية والقانونية والإنسانية، محذرا من أن أي شكل من أشكال التهجير القسري هو جريمة حرب، واستمرار السلوك الإسرائيلي الإجرامي والتصعيدي يدفع المنطقة إلى حافة حرب شاملة!
خطاب الملك عكس أن الدولة الأردنية ومجلس الأمن القومي الذي يرأسه الملك ويضم في عضويته كلا من رئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية ووزير الخارجية و مدير المخابرات العامة وقائد الجيش ومدير الأمن العام و رئيس الديوان الملكي ومدير مكتب الملك، على دراية وفهم عميق للعمليات السياسية الخارجية، والنوايا بدقة في المنطقة وكيف يخطط ويفكر الآخرون، بحلول على حساب الأردن ومن هنا جاء التحذير صريحاً بأن ذلك لن يحدث أبدا، وبالتالي فإن المساس بالأردن والأردنيين ومستقبل أبناؤه من أي اعتداء خارجي سيواجه بالردع، في إشارة حازمة إلى القوة العسكرية إن لزم الأمر.
كما عكس الخطاب الملكي، معرفة تفاصيل الوضع الأمني وتطوراته على المستوى الإقليمي والدولي وكيفية التعامل معه، كما عرض طريقة السيطرة على الفشل الدولي وسط تنامي الاعتداءات الإسرائيلية في المنطقة، وكذلك كيفية الوقاية من مستجدات تمدد نطاق الأزمات والصراعات.
نهج القوة كذلك جاء حاضراً في خطاب الملك، كترجمة حقيقية لقدرات القوات المسلحة الأردنية "الجيش العربي" والمؤسسات الأمنية باعتبارها درع للوطن والعين الساهرة على حدوده والمحافظة على أمنه واستقراره، باعتبارها رمز للقوة، وموضع الثقة، والعزة والأمن للوطن والمواطنين، ولحماية تقدمه وإنجازاته واستقلاله، وشريك في عمليات البناء والتطوير.
كما أن الرؤية الأمنية الواسعة والعلوم العسكرية المتطورة، والاستراتيجيات الشاملة لتحقيق الأمن الوطني في فكر جلالة الملك، جاءت بارزه في خطابه التاريخي، في إشارة عميقة إلى أن الدولة الأردنية تمتلك الحلول العسكرية المحدثة والفاعلة والمتنوعة في دفع التهديدات الخارجية، كما تمتلك الحلول السياسية المقنعة والمؤثرة في السياسة الدولية، وسط أي متغيرات على الصعيدين الدولي والإقليمي.