تغيرات في المعادلات إبان قصف لبنان
م. عبدالله الفاعوري
28-09-2024 11:41 AM
شهدت منطقة الشرق الأوسط مؤخرا تغيرات مفاجئة، في المعادلات عقب قصف الكيان الغاشم معاقل حزب الله اللبناني، الذي يشكل إحد اهم اذرع إيران بالمنطقة ، حيث شهدت العملية تدمير قوة هذا الحزب بوقت قصير واستهداف العدد الكبير من قادته، ونتج عنها قتل الكثير من المدنيين، حيث أن هذا الغزو بسرعته ونتائجه، أورد الكثير من التساؤلات في المنطقة ومنها، صورة خارطة التحالفات إزاء هذا القصف العنيف، وما موقف إيران من استهداف احد اهم وكلائها ؟، وما هي نتائج هذه المعركة على دول الإقليم؟.
ان هذا العدوان الغاشم على لبنان يعد انتصارا حيويا واستراتيجيا لمصلحة الكيان وفي سبيل التقدم الجغرافي لهذا السرطان بالمنطقة، حيث انه لمعلوم ان الصراع بين الدول الحدودية يستهدف توسع المنتصر على حساب المنهزم، ولكن الغريب في هذه المعركة ان الطرف المقاتل في لبنان يحمل اجندات لدولة أخرى خارج نطاق هذا الصراع جغرافيا ولكن لها مكاسب حيوية أخرى، والخاسر الأكبر من هذا الصراع هو لبنان لانه اصبح ساحة للصراع يستخدمها الآخرون لتحقيق المكاسب دون خسائر تذكر، فالصراع بالميدان بين حزب الله والعدو الغاشم وطاولة المكاسب بين إيران وامريكا.
فالمتابع بما يجري بالمنطقة من أحداث قرابة السنة، يجد ان إيران تستهدف كل ما يجري بشأن رفع الحظر الدولي عنها والعودة لتحقيق اتفاقها النووي مع أمريكا والغرب وذلك من دون خسائر تذكر، حيث أن إيران غيرت برمجتها الفكرية والايدولوجية مؤخرا تماشيا مع تحقيق هذه الأهداف، وذلك بدءا من تصفية رئيسها اليميني المتشدد دينيا ووزير خارجيته على الترتيب ابراهيم رئيسي والامير حسين عبد اللهيان في حادثة مشبوهة وذلك من اجل تحقيق مكاسب داخلية وخارجية فبعد عقدين من الزمن على سيطرة المتشددين دينيا في إيران وانتهاء هذه المرحلة الايدولوجية نجد تحول بمباركة المرشد علي خامنئي إلى الفكر الاعتدالي والتيار الإصلاحي للوصول بالرئيس مسعود بزشكيان وذلك خشية حصول رئيسي على المرشد العام الجديد بعد ارتفاع شعبيته بذلك وكذلك لما اصبح يشكله من خطر بكافة الوكلاء في المنطقة، فالمقارن بفاعلية وكلاء إيران قبل وبعد رئيسي يجد انخفاض حدة وتيرة الوكلاء في المنطقة عما سبق وذلك لان الرئاسة الجديدة لإيران وبمباركة من المرشد العام تتجه صوب تحسين الصورة الخارجية الإيرانية ودورها بالسلام بالمنطقة رغبة لرفع الحظر الدولي وتحقيق تقدم في برنامجها النووي، ويلاحظ ذلك من استشهاد هنية في إيران الذي وضع الكثير من الاستفهام وخصوصا عدم وجود رد ايراني بهذا الصدد، والتخلي الإيراني عن حزب الله ووجود الرئيس الإيراني الجديد بزيارة الولايات المتحدة الأمريكية في فترة هذه المعركة، مما يدفني كما اقول دائما للقول، بأن إيران هي عراب التوسع لدولة الكيان ففي اي قطر يوجد فيه ميليشيات شيعية تكون بسطت قواعدها على تهجير المسلمين السنة ، وحيث تكون لقمة سائغه مستقبلا لامتداد الكيان الغاشم، فهل ما نشاهده في لبنان قد يتكرر في العراق وسوريا وغيرها من الدول.
إن المنطقة اليوم تضع الحليم حيران فالفرد المسلم اليوم اصبح عائما في دوامة الفتنة تارة يجد هذا على حق وهذا على باطل في زمن الفتن، فنسأل الله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وان يحفظ أمتنا ومقدساتنا من كل الشرور.