ظاهرة العدوى .. المنطقة العربية نموذجاد. هايل ودعان الدعجة
17-05-2011 04:20 PM
عرفت الادبيات السياسية ما يسمى بظاهرة العدوى او الانتشار ، التي تفترض إن التحول القيمي ( الديمقراطي ، الانساني .. ) الناجح في دولة ما يشجع على التحول في دولة أو دول أخرى، إما لأنها جميعاً تواجه مشكلات متشابهة ، أو لأن هذا التحول يمثل حلاً لهذه المشكلات. فالتأثر بمنجزات الآخرين، وإثارة الحمية والحماسة لمحاكاة ما أنجزوه، كان دائماً عنصراً حاضراً في العلاقات بين الدول والشعوب، خاصة تلك التي يجمعها الإقليم نفسه، أو الخلفية الحضارية والثقافية ذاتها. إن هذا التأثير غير المباشر، والقادم من البيئة الخارجية، لا يتجه إلى الحكومات بقدر ما يتجه إلى الشعوب والى الفئات الشعبية المتطلعة للحرية والديمقراطية وتحسين مستوى معيشتها، فيعمل على إثارة مشاعر الحماسة والغيرة ، لتتساءل أعداد وفئات متزايدة من المواطنين : لماذا لا يحدث في بلادنا ما يحدث عند غيرنا من تغيرات وتطورات؟ .وما الاحداث والثورات الشعبية التي شهدتها المنطقة العربية منذ مطلع العام الحالي ، والمطالبة بالحرية والديمقراطية والاصلاح السياسي والاقتصادي والقيمي وتفعيل القوانين والتشريعات الناظمة لحقوق الانسان وتحسين مستوى معيشته ، كما هو الحال في الثورات الشعبية التي شهدتها مصر وتونس وليبيا واليمن والبحرين وسوريا ، الا الدليل الواضح على اثر ظاهرة العدوى وانتشارها بالمنطقة بشكل لافت وسريع ، وذلك في ظل تأثير ثورة الاتصالات والمعلومات العالمية، والعولمة الإعلامية والثقافية. فالثورة التكنولوجية المعاصرة في مجال المعلومات والاتصالات والأعلام، وما حققته من نمو هائل في نظام التواصل العالمي من خلال الأقمار الصناعية وشبكات الكمبيوتر والإنترنت وغيرها، شكلت عملية نشطة لتكوين بنية أساسية حديثة لعالم موحد وصغير، إلى الحد الذي جعل العالم أشبه ما يكون بقرية كونية . بحيث أضحى بإمكان المجتمعات المختلفة أن تطلع على مجريات الأحداث في كل منها ، مهما كان موقعها الجغرافي في الوقت نفسه تقريباً. وأضحى بإمكان المواطن العربي أن يشاهد بسهولة ما يجري حوله في دول الجوار من ثورات شعبية. في تأكيد على ان ظاهرة العدوى تكون اقرب للحدوث بين المجتمعات المتقاربة جغرافياً والمتشابهة ثقافياً.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة