لاينسى شراكسة الاردن المذبحة التي تعرضوا لها،ذات يوم،ولاتغيب ذكريات الابادة،عن ذاكرتهم الجمعية،ولاعن ذاكرتنا ايضاً.

اذ وصل الشركس الى الاردن ودول عربية واسلامية اخرى،هرباً من القتل،ونجاة بأعراضهم ودينهم،فوجدوا في هذه المنطقة،اهلا وديرة،فقد بقي هؤلاء فاعلين وايجابيين في مجتمعاتهم،ولهم في كل زاوية يد بيضاء،وفي كل موقع بصمة لاتزول.

شراكسة الاردن،ايضاً،من اكفأ الخبرات في الادارة العامة في الاردن،ولهم تاريخ نظيف في هذا الاطار،تشهد به قصص نظافة اليد،والنزاهة والحرص على المال العام،والامانات المودعة بأيديهم وظيفياً.

اشتهروا بالاستقامة والجدية،ودماء الشركس اختلطت مع دماء العرب،حتى باتت علاقات المصاهرة معروفة للجميع،وهم ايضاً لم يكونوا جسما غريباً او وافداً،اذ هم في منطقتهم الطبيعية والوجدانية ايضاً،التي لايرون فيها غربة،ولا اغتراباً.

مذبحة الشركس وابادتهم الجماعية،ذات يوم على يد الروس،حركت الشركس في عدة دول عربية،في الاردن وفلسطين،ودول اخرى،والسبت المقبل ينظم الشركس وقفة احتجاج امام السفارة الروسية في عمان،وذلك في الذكرى 147 لابادة الشركس.

عليهم ان يتوقعوا ان لايكونوا وحدهم في ذلك اليوم،وان نؤازرهم في التعبير عن قضيتهم التي هي قضيتنا ايضاً،وان يحظى الحدث بتغطية اعلامية موسعة،وان تنال مذبحتهم الحق في الخروج من التغييب الى العلن.

تريد وقفة «الحق والوفاء «وهذا هو اسم وقفة الاحتجاج،ان تعترف روسيا الاتحادية الحالية بما اقترفته روسيا القيصريّة من إبادة جماعيّة للشراكسة وتهجيرهم قسرياً الى خارج وطنهم التاريخي .

كما ترفض الوقفة إقامة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2014 على أشلاء شهداء الشراكسة في منطقتي «سوتشي» و»كراسنايا بوليانا» حيث يتزامن اولمبياد «سوتشي» مع مرور 150 عاماً على إبادة الأمة الشركسية .

اربعة عشر منظمة وجمعية شركسية في مختلف دول العالم من بينها الأردن وتركيا وفلسطين دعت إلى التظاهر أمام السفارات والممثليات الدبلوماسية الروسية في الذكرى 147 لابادة الامة الشركسية وتهجيرها من وطنها.

لستم وحدكم،في هذه الوقفة،ولعل كثرة من الفعاليات مطالبة،بالوقوف الى جانب الشركس في هذا اليوم،لان القضايا لاتتجزأ،وكأني بصيحات النسوة والاطفال والكبار في ذاك الزمن مازال صداها يتردد فوق اسماعنا.

الدماء التي سالت لم تكن الا دماؤنا كلنا.

mtair@addustour.com.jo
الدستور