facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل إنفتاح إيران نحو الغرب يقودها للتخلي عن أذرعها؟


داود عمر داود
27-09-2024 04:56 PM

كشف أستاذ العلاقات الدولية بجامعة لندن، الدكتور فواز جرجس، أنه علم من صحفي أمريكي، عن نية إسرائيل تصفية حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، المرتبط بإيران والمدعوم منها. وقال جرجس في مداخلة تلفزيونية إن صحفياً يعمل محرراً في إحدى أهم الصحف الأمريكية، تواصل معه، وأخبره أن إسرائيل ستقوم بتصفية حسن نصر الله، وأن محرري الصحيفة أخذوا يجهزون النعي والتغطية الإخبارية لهذا الحدث، حال تمت العملية. ولم يكشف جرجس عن اسم الصحيفة أو الصحفي.

الحرس الثوري يحذر من تمرد أذرعه في المنطقة:
وقد تزامن هذا الكشف المهم مع ما تردد في وسائل إعلام، خلال الأيام الماضية، عن تحذيرٍ قدمه الحرس الثوري إلى الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، مفاده أن أذرع إيران في المنطقة تتجه للتمرد على القيادة الإيرانية "في حال مضي طهران بسياسة عدم الرد على إسرائيل لإغتيال إسماعيل هنية".

كما ترددت أنباء عن تخلي إيران تحديداً عن حزب الله. وأن رد فعل القيادة الإيرانية كان بارداً حيال ما تعرض له الحزب من ضربات إسرائيلية قوية، منذ تفجيرات أجهزة الإتصال، فيما الحزب "ينزف وينهار وإيران تركته وحيداً". ويشار أيضاً إلى ما أوصى به عاموس يدلين، رئيس الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق "أمان"، حكومة نتنياهو بمناقشة مسألة ما إذا كان الوقت قد حان "للقضاء على حسن نصر الله".

إيران تتجد غرباً:
ويستدل المراقبون على بدء تخلي طهران عن أذرعها في المنطقة بالتصريحات المتعددة التي صدرت مؤخراً عن أعلى مستويات القيادة الإيرانية، وتحمل في ثناياها إشاراتٍ للتغيير الحاصل في سياسة إيران الخارجية. إذ قال الرئيس مسعود بزشكيان، فور توليه منصبه، إن بلاده "تبدأ فصلاً جديداً على المستوى الدولي، وفق رؤية المرشد علي خامنئي". وقال إنه سيسعى لرفع الحظر الاقتصادي عن إيران، ولتطوير العلاقات مع دول الجوار، وأن تكون لبلاده "علاقاتٌ بناءةٌ مع دول العالم".

وقد اتضحت ملامحُ هذه التحولات أكثر عندما أوصى المرشدُ علي خامنئي الرئيسَ بزشكيان لدى توليه السلطة بالعلاقات "الجيدة" مع دول الجوار، وأن تكون من أولوياته توسيع الحضور الدبلوماسي لبلاده، مضيفاً "يجب أن نتعامل بشكل نشط ومؤثر، وليس انفعاليا، إزاء الأحداث الدولية والإقليمية"، بمعنى أن إيران قد تخلت عن سياسة الماضي.

فك العزلة والعودة للحظيرة الدولية:
وتؤكد المواقف الجديدة للقيادة الإيرانية عزمها الانفتاح التام على الغرب، لفك عزلتها، وللعودة إلى "الحظيرة الدولية". وربما يشمل هذا تخليها، جزئياً أو مرحلياً، عن بعض مطامعها في التوسع الإقليمي، وطموحاتها في اقامة امبرطورية فارسية جديدة، وبالتالي لم تعد بحاجة إلى خدمات أذرعها في المنطقة. وربما يُفسرُ هذا التوجه الإيراني للمصالحة مع الغرب، وبالذات مع أمريكا، بروز خلافات مؤخراً بين طهران وموسكو، بسبب الحرب الأوكرانية، وتلكأ إيران في توريد الأسلحة والذخائر إلى روسيا.

إعلان إيران التخلي عن حزب الله جاء من نيويورك:
وقد اتضحت معالم هذا التوجه الإيراني، للتقارب مع الغرب، من خلال الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة. ومن هناك أعلن بزشكيان تخلي بلاده عن حزب الله اللبناني.

ففي مقابلة تلفزيونية أعلن بزشكيان تنصل إيران تماماً من ذراعه في لبنان، لنصف قرن، حين صرح أن الحزب "لا يمكنه البقاء بمفرده" في مواجهة إسرائيل. وأضاف "حزب الله وحده لا يستطيع أن يقف في وجه دولة (إسرائيل) المسلحة تسليحا جيداً جداً ولديها القدرة على الوصول إلى أنظمة أسلحة تتفوق بكثير على أي شيء آخر".

والأدهى أن الرئيس الإيراني لم يعلن ولو بكلمة واحدة عن تعاطفه مع حزب الله في الهجمات التي يتعرض لها من إسرائيل. بل أنه رمى هذه القضية في وجه الدول الإسلامية، وليس العربية، لتفعل ما تريد بها حين قال: "إذا كانت هناك حاجة، يجب على الدول الإسلامية عقد اجتماع من أجل صياغة رد فعل على ما يحدث".

أضف إلى ذلك تنصل الرئيس الإيراني من جماعة الحوثي في اليمن عندما قال "الحوثيون لا يستمعون إلى أوامرنا". وكتحصيل حاصل فإن إيران بتخليها عن حزب الله وعن الحوثي تكون قد أعلنت تخليها عن فصائل المقاومة الفلسطينية، بل وعن القضية الفلسطينية برمتها.

وهناك أنباء غير مؤكدة مفادها أن توتراً شديداً يسود العلاقات بين النظامين الإيراني والسوري، على خلفية اتهام طهران لدمشق بأنها تمرر إلى إسرائيل معلومات عن تحركات الحرس الثوري في سوريا، من شحنات وقادة، مما يسهل على إسرائيل تصفيتهم. لذلك "امتنعت إيران خلال الشهرين الأخيرين عن إبلاغ الحكومة السورية بأي تحركات لمسؤولي الحرس الثوري وشحنات الأسلحة التي يأتون بها الى سوريا".

بداية التغيير في سياسة إيران:
هناك مؤشرات مهدت لهذا التحول الذي نراه في سياسة إيران الخارجية. فكانت البداية في التخلص من الرئيس الايراني السابق ابراهيم رئيسي، ووزير خارجيته أمير عبد اللهيان، في آيار الماضي. تبع ذلك إغتيال اسماعيل هنية، رئيس حركة "حماس"، وهو نائم بضيافة طهران. ثم جاء، بعد الإغتيال، إعلان خامنئي استعداد بلاده استئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، وكأن ثمن تصفية هنية كان التقارب مع الغرب. ثم قول خامنئي انه لا ضرر في تعامل ايران مع عدوها، وأنه "يجوز التراجع تكتيكياً أمام العدو اذا اقتضت الحاجة".

وهناك مؤشرات اخرى، منها الضغط الذي مارسته طهران على حزب الله حتى يكون رده على اغتيال "فؤاد شكر" محدوداً، وليس كما أعلن حسن نصر الله بأن الرد سيكون قوياً. والمؤشر الأقوى ربما جاء على لسان الرئيس مسعود بزشكيان عندما أعلن المؤاخاة بين الإيرانيين والأمريكيين! متجاهلا بذلك ما جاء به الخميني من شعار "الشيطان الأكبر" وشعار "الموت لأمريكا"، اللذين استعملتهما إيران للتمويه والتغطية على علاقاتها التي لم تنقطع مع الأمريكيين.

أضف إلى ذلك مقولة معروفة عن أحد كبار قادة حزب الله الذي قال: "إن أكثر ما نخشاه أن تبيعنا إيران في لحظة ما وتتخلى عنا وتتركنا لوحدنا فريسة سهلة للقاصي والداني". وحتى التصريحات الإيرانية حيال تفجيرات أجهزة الاتصال وما تلاها بدت باهتة بينما الحزب ينزف وينهار بسرعة، فيما إيران تركته وحيداً. ويؤكد ذلك ما أعلنه صراحة، المقرب من حزب الله، النائب والوزير اللبناني السابق وئام وهاب "أن إيران تخلت عن حزب الله وباعتنا لأمريكا".

إيران لا تريد أن تحارب إسرائيل:
ومن أخطر المؤشرات الدالة على تخلي طهران عن حزب الله والحوثي وباقي أذرعها، ما قاله محسن رضائي، عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، أن "المرشد علي خامنئي لا يريد إشعال حربٍ مع تل أبيب في الظروف الحالية". مما يدل على عدم رضا القيادة الايرانية عما يقوم به حزب الله والحوثي، تجاه إسرائيل.

فإذا كانت طهران لا تريد خوض حربٍ مع إسرائيل فمعنى ذلك أنها تتنصل مما يقرره حسن نصر الله وما يقرره عبد الملك الحوثي. فالخلافات في وجهات النظر، بين إيران "الممول" وبين "متلقي التمويل" في لبنان واليمن، تعني من وجهة نظر طهران أنهما قد "تمردا" ولا ينفذان تعليماتها، الأمر الذي يوجب معاقبتهما. ومن هنا نفهم أهمية ما كشفه الصحفي الأمريكي للاكاديمي فواز جرجس عن نية إسرائيل اغتيال حسن نصر الله.

الخلاصة: هل يتبع خامنئي "سياسة الإنفتاح" التي اتبعها السادات؟
تاريخياً، تذكرنا إستدارة إيران نحو الغرب بما فعله الرئيس المصري الأسبق، أنور السادات، حين تبنى "سياسة الإنفتاح"، بعد حرب عام 1973، التي تم بموجبها التخلي عن المد القومي، وعن الإشتراكية، وعن الطابع العام للدولة الذي كان سائداً أيام سلفه الرئيس جمال عبد الناصر.

فلم تعد مصر تحمل لواء القومية العربية، وبذلك تخلت عن طموحاتها الإقليمية، في مد نفوذها عبر الوطن العربي، وأوقفت في السبعينيات تدخلاتها السياسية والعسكرية في البلدان العربية. كما تحول إقتصادها للرأسمالية، بعيداً عن إشتراكية عبد الناصر.

وما هي إلا سنوات قليلة حتى قادت "سياسة الإنفتاح" السادات لتوقيع إتفاقية "كامب ديفيد"، التي نقلت مصر من حالة عداء مع إسرائيل إلى حالة سلام، ما زال قائماً.

فهل يا تُرى يسير علي خامنئي على خطى أنور السادات؟ وهل حان الوقت كي تتخلى "إيران خامنئي" عن نهج سلفه الخميني، كما تخلت "مصر السادات" عن نهج سلفه عبد الناصر؟ .

وهل تترك إيران طموحاتها الإقليمية، في الهيمنة على البلاد العربية، وفي إقامة إمبراطوريتها الفارسية، كما تركت مصر طموحاتها الإقليمية؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :