facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سلاح العِلم والعلمانية


فيصل سلايطة
27-09-2024 10:41 AM

إن كان هنالك درسا نستقيه مما يجري حاليا في منطقتنا ، درسا واضحا وضوح الشمس لا لُبْسَ فيه ولا التباس ، درسا نحن نفشل كل يوم بسبب الابتعاد عنه ، نستعيض عنه بالسماء ظانّين أنها قد تنصفنا لأنّنا " الاكثر ايمانا " ، درسا نضع المحددات أمامه ، و سلاحا لا تشتريه المليارات ، إن لم ينوي العقل استعيابه ، فهو درس بعنوان " نتائج الابتعاد عن العلم"

بعيدا عن نية اسرائيل الاستفراد بعضلاتها ، أنا الدولة الاكثر تقدما ، أنا التكنولوجيا و التكنولوجيا أنا ، أنا من أطيح بأعتى القوى العسكرية بنقرة زر ، أنا و أنا و أنا..

لسان الدولة العِبرية في هذه القضية بالذات لا يكذب ، فسلاح العِلم الذي تتسلح به اسرائيل ، للأسف نحن كل يوم نبعده أكثر عن مجتمعاتنا ، نحرّم و نحلّل و نكفّر و نجيز ، ننهى و نبيح ، ثم نسأل كيف بغباء شديد للعدو أن يستبيح!؟

مضمار العِلم واسع جدا ، و فضفاض جدا ، و قد يكون معقدا جدا وفقا لزاوية النظر و التفكير ، فعندما بدأ العلم يدرس الاستنساخ ، خرجت كل القوى الدينية و المرجعيات لتحرّم الاستنساخ بشدّة ، بالتأكيد في الغرب لا كلمة قاطعة كحد السيف للفاتيكان ، إذ يعامل البابا "رأس الكنيسة" كرمز روحيّ و ديني فقط ، لا سلطة له أو تحكم، ما يحلّله أو على النقيض ينهى عنه لا يؤثر بأي شكل على النسق و البحث العلمي أو يعرقل التجارب و الاختبارات ، فالغرب استفاق و أدرك أن السلطة الدينية لا يجب اشراكها بالسلطات المدنية مطلقا مهما كانت النتائج.

هذا ما نحتاجه في شرقنا ، نحتاج للعـلم و العلمانية معا ، هذا الثنائي كلّ منهم يكمل الآخر ، فالعلم دون علمانية ، كمن يضع مختبرا في صندوق ، و العلمانية بدون أسس علمية تصبح انفتاحا غير مرغوب به و بلا نتائج مرجوة.

مارست الحركات الدينية المتشددة حربا ضروس ضد العلمانية ، فأمست الكلمة بحد ذاتها "بعبعا" ينادى به و يسوّق له على الضفة المقابلة روّاد الحركات الدينية و الاحزاب الطائفية التي تريد دولة متدينة لا دولة مدنية ، بيد أن العلماينة في معناها البسيط البعيد عن الاكاديميات و التعقيدات ، هي فصل الدين عن الدولة ، سلطة رجال الدين عن القانون.

هذا الفصل يخدم الدين أكثر من التدّين بحد ذاته ، لأنّ الناس في الدول ذات الطابع الديني ستميل للتنافس بتفاصيل الدين دون الاهتمام بلبّ الدين و روحانياته ، أمّا الجمهور في الدول العلمانية يعي جيدا أن الدين أسلوب حياة فردي لكل شخص ، لا تنافس في تفاصيله ولا استعراض ، عندها ينظر للدين بشكل بريء لا براجماتي ، فيُنصف في الانظمة العلمانية و يستغل في الانظمة ذات الطابع الديني.

نحن اليوم في أشد الحاجة إلى اعادة ترتيب اوراقنا ، فكيف نتأمل تغيّرا في النتائج ما دمنا نسير على ذات المنهج و الخطط؟ ..

فمجرد النظر إلى ما تفعله اسرائيل اليوم ، علينا أن نشعر بالخجل و الخوف ، خجل من تطوّر سبقنا فيه الكيان الذي لا يعرف الاخلاقيات بسنوات ضوئية ، و خوف من قادم مجهول ، فإن نزل مؤمن و غير مؤمن إلى البحر ، سينجو الماهر في السباحة ، فالدعاء الذي امطرنا به اسرائيل عقودا...امطرتنا به اسرائيل بالذهول.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :