هل دعوة السفير البريطاني للنواب مغازلة؟
د.محمد البدور
26-09-2024 11:37 PM
وزارة الخارجية البريطانية وبتكليف من الوكيل الاول للوزارة وجه السفير البريطاني في عمان دعوة لاعضاء مجلس النواب لاستضافتهم في منزله ولبى الدعوة عددا من النواب بينما رفض اكثر من ثلثي الاعضاء هذه الدعوة في إشارة من عدم الرضاء عن مواقف حكومة بريطانيا الداعمة لاسرائيل في حربها على الفلسطينيين وتوسعها بعدوانها على لبنان فهل يا ترى هذه الدعوة تحمل مؤشرات سياسية تحاول بريطانيا جس النبض من خلالها لمواقف ممثلي الامة تجاهها ام انها ارادت مغازلة النواب بانها حليفة سياسية للاردن ولدرجة انها فرحة بفوزهم نواب للامة؟
بتحليلي ان الدبلوماسية البريطانية منذ ازلها في المنطقة تنتهج سياسة صفع الخد وبوس الخد الاخر للوجه العربي فمنذ فترة سمحت بدخول الاردنيين لبريطانيا بدون تأشيرة واليوم ترحب بنوابنا ضيوف على سفارتهم وليس ببعيد ان توجه لهم في قادم الايام الدعوة للقاء مجلس العموم البريطاني او زيارة بريطانيا وهذا ليس بغريب لطالما تاججت مشاعر الغضب واحتجاجات الرأي العام الشعبي الاردني المندد بسياسة حكومة بريطانيا بتقديم الدعم السياسي واللوجستي لاسرائيل في حربها على غزة وتحالفت مع امريكا وفرنسا والمانيا في تبرير هذه الحرب دفاعا عن النفس الاسرائيلية٠
لاعلينا من بريطانيا وشأنها في قرارها السياسي فنحن لانملك قوة لادولية ولا سياسية ولا ثروات نستخدمها للضغط على حكومة بريطانيا ولكن كنا على الاقل ومن خلال نوابنا نستطيع ان نقول لهم شكرا على دعوتكم ونأسف لعدم زيارتكم لاننا نمثل امة ترفض سياستكم الداعمة لحكومة نتنياهو وعصاباته وعندها يكون هذا اول موقف وطني لهم يبعث على الاعتزاز في نفوس الامة ويقوي من عزيمة القرار السياسي للحكومة سيما وان جلالة الملك وقف قبل يومين في الامم المتحدة مخاطبا العالم بصحوة الضمير وكبح جرائم إسرائيل٠
لو كانت الدعوة موجهة للحكومة فلن يكون الامر مستغربا ولا حتى تلبيتها لان الحكومات تربطها برتوكولات سياسية واعراف دبلوماسية لايمكن تجاهلها لطالما موجهة من طرف يعتبر صديق لها ولكن عندما تكون الدعوة للنواب فعلينا ان نتذكر انهم توكلوا ان يكونوا صوت الامة وهذا واجبهم الوطني وبالتالي فإن مالا ترضى عنه الامة يفترض ان لايرضيهم وامتنا اليوم في حالة نفير ضد إسرائيل وغضب على اعوانها الداعمين لها