ثوابت القوات المسلحة: المسجد أولا عند بناء المعسكر
د.بكر خازر المجالي
26-09-2024 03:04 PM
هناك تقاليد عريقة في الجيش العربي الاردني، خاصة بالتمسك بأهداب الدين، وعلى مدى تاريخ الجيش الاردني لا يمكن أن تتوقف بعثات الحج السنوية، وهي ذات فروع مختلفة تشمل العاملين في الجيش الى المتقاعدين العسكريين الى ذوي الشهداء وليس في الجيش العربي الاردني فحسب بل في الأمن العام والدفاع المدني والدرك والمخابرات عدا ما تؤديه مؤسسة المتقاعدين العسكريين.
وعملية اختيار أعضاء بعثات الحج تتم باجراءات تركز على الثقافة الاسلامية، وكذلك هناك تسيير من حين لآخر لأداء مناسك العمرة. ولا زال مسجد الفتح في المحطة قائم للآن وشاهد على أول بناء مسجد في واحد من أول معسكرات الجيش العربي الاردني في بداية الخمسينات ، ولا يمكن وأنت تتأمل في سماء معسكرات الزرقاء قبل ما شهدته من تغيير وتطوير الا وترى تلك المآذن تعانق السماء فيها ، ولا زالت المساجد في معسكرات الجيش العربي الاردني في الضفة الغربية موجودة كأثر تاريخي يشاهد في معسكرات مثل حوارة وصانور عدا ما هو موجود في تلك المعسكرات الي كانت تسمى "بالعمارة " مثل معسكر الظاهرية ودير قديس ونابلس والخليل، وغيرها.
أما من التقاليد العريقة لجيشنا العربي وهي حين تنتقل كتيبة مثلا الى موقع آخر جديد ، فيجري تخطيط الموقع فورا وقبل تحديد المكان وترسيم الطرقات يتم تحديد مكان المسجد أولا وتحديد القبلة وهذه من الثوابت بسبب الالتزام بصلاة الجماعة دائما في الجيش ، وأما عن نسبة عدد المصلين في الجيش فهي لا يمكن أن تقل عن 95% وربما أكثر ، والخمسة بالمائة تكون بين الجنود الأغرار الجدد الذين سرعان ما يرون في مرتبات وحدتهم القدوة الحسنة في سلوك الايمان والخير .
هناك قصص ومواقف لقواتنا المسلحة مع صلاة الفجر أو صلاة الغروب في رمضان خاصة خلال معركة الكرامة او في حوادث الاستنزاف وغيرها خاصة محاولات العدو انتهاز تقاليد الجيش في رماياته الازعاجية وغيرها .
جيشنا العربي الاردني حمل اسم الجيش المصطفوي بجدارة واستحقاق تاريخي فهو جيش يكاد يتفرد بدائرة الافتاء في الجيش بين عدة جيوش أخرى وتقوم بواجبات من وحي أخلاقيات هذا الجيش وقيمه الرفيعة.