تجلى جلالة الملك عبد الله الثاني في خطابه التاريخي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين بقوة وحكمة لا مثيل لهما، مجسدًا صلابة الهاشميين وشجاعتهم في مواجهة أصعب التحديات، بنظرات حازمة وكلمات مؤثرة تحدث جلالة الملك تجاه الأزمات التي تواجه المجتمع الدولي، برهن فيها على قوته وحكمته الاستثنائية في مواجهة التحديات العالمية والصعوبات التي تعانيها المنطقة والعالم بأسره.
جلالته ببلاغته المعتادة قدم رؤية واضحة تجمع بين الواقعية والأمل، مسلطاً الضوء على الأزمة التي تواجهها الأمم المتحدة مشددًا على ضرورة الحفاظ على القيم والمبادئ التي تأسست عليها هذه المنظمة، لقد كانت كلماته بمثابة صرخة للعالم بأسره، داعيًا الجميع إلى الالتزام بالعدالة والمساواة كأساس لأي حل مستدام.
بنظرات وإشارات جادة، أبرز جلالة الملك عبد الله الثاني مأسوية الأحداث المروعة في غزة ومعاناة الشعب الفلسطيني، موضحًا أن العدوان الإسرائيلي لا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال. تحدث بصوت مليء بالألم والغضب عن الأطفال الأبرياء والصحفيين والعاملين في المجال الإنساني الذين فقدوا حياتهم نتيجة هذه الأعمال العدوانية، ورفض الملك بشكل قاطع التهجير القسري للفلسطينيين، مؤكدًا بجدية تامة أن هذا العمل يعد جريمة حرب، ودعا إلى ضرورة وجود آلية دولية فعّالة لحمايتهم وضمان حقوقهم.
استحضار جلالة الملك لذكرى والده العظيم المغفور له الملك الحسين بن طلال في لمحة مليئة بالحنين والوفاء أضفى بعدًا عاطفيًا عميقًا على خطابه، مستذكرًا كلماته القوية التي ألقاها قبل 64 عامًا أمام الأمم المتحدة، هذه الإشارة لم تكن مجرد تذكير بالتاريخ، بل كانت دعوة للأمل والشجاعة في مواجهة التحديات الحالية، فكما كان الملك الحسين يقاتل من أجل السلام حتى آخر رمق، فإن جلالة الملك عبدالله الثاني يواصل هذا الإرث بفخر وتصميم، كانت كلماته نابعة من القلب، مخاطبةً مشاعر كل من يؤمن بالسلام والعدل، ومعبرة عن إرادة لا تلين في مواجهة الظلم والطغيان.
وفي دعوة صريحة للمجتمع الدولي، حث جلالة الملك الدول مشددًا على أهمية إنشاء بوابة دولية للمساعدات الإنسانية إلى غزة، وأشار إلى أن هذا الجهد ليس مجرد عملية إغاثية، بل هو واجب أخلاقي يجب على كل دولة ذات ضمير حي أن تشارك فيه. كانت رسالته واضحة وقوية: إن الكرامة الإنسانية والعدالة لا يجب أن تكونا رهينة للأزمات السياسية، بل يجب أن تكونا فوق كل اعتبار.
بقلوب ممتلئة بالفخر والاحترام نقول: "يا سيدي، إنها والله هاشمية، هاشمية الحكمة والإرادة، هاشمية المبدأ والعدالة، هاشمية العز والكرامة، قيادة شجاعة تحمل راية الحق، نحن معك سيدي متمسكون بالقيم التي أورثها لنا الهاشميين، رافضين الاستسلام ومصممين على بناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة.
سيدنا وقدوتنا وملهمنا نعدك أننا سنظل أوفياء لهذه المبادئ والقيم.