facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما يهمني .. ما بعد ضربة الجزاء


محمود الدباس - ابو الليث
26-09-2024 11:56 AM

قبل بضعة أيام.. كنت أشاهد مباراة بين فريقي المفضل ريال مدريد.. وفريق إسبانيول.. وفي الدقائق الأخيرة.. حيث كان الريال متقدماً بالنتيجة 3-1.. بدا أن المباراة قد حسمت.. لكن حدثت واقعة أثارت جدلاً كبيراً.. كان أحد لاعبي الريال يتقدم بالكرة نحو منطقة الجزاء.. بينما حاول مدافع إسبانيول الإمساك به لمنعه من التقدم.. بدأ المسك خارج منطقة الجزاء.. واستمر حتى داخلها.. وفي تلك اللحظة.. سقط لاعب الريال أرضاً..

الحكم لم يتردد في احتساب ركلة جزاء.. رغم أن اللاعب سقط وقدماه خارج منطقة الجزاء.. بدون الرجوع إلى تقنية VAR.. أصدر الحكم قراره مباشرة.. وبدأت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي.. الكثير من المشجعين اتهموا الحكم بمحاباة الريال.. واعتبروا القرار ظالماً..

أنا كمشجع لريال مدريد.. لست هنا للدفاع عن فريقي.. لكنني مقتنع بأن الحكام الأوروبيين مع وجود تقنية VAR أصبحوا حريصين على اتخاذ القرارات الصحيحة.. فكم من ركلات جزاء تم إلغاؤها بسبب تلك التقنية؟!.. وكم من ركلات احتسبت بنفس الطريقة التي شهدناها؟!.. الأمر أثار فضولي.. وتساءلت.. ما الذي دفع الحكم لاتخاذ هذا القرار دون الحاجة للعودة إلى VAR؟!.. واضف الى ذلك ان المباراة محسومة.. وليست مباراة نهائية.. وهذه الضربة ستجعله ينال الكأس..

بعد البحث والتمحيص.. اكتشفت أن الحكم كان على علم تام بقوانين اللعبة.. وتحديداً المادة 12 من قانون الأخطاء وسوء السلوك التي تنص على "إذا شرع مدافع في مسك مهاجم خارج منطقة الجزاء.. لكنه استمر في المسك لداخل منطقة الجزاء.. يتعين على الحكم احتساب ركلة جزاء"..

هذا النص القانوني يوضح تماماً صحة قرار الحكم.. ويبين أن لاعب الريال أيضاً كان على دراية بالقانون.. ولذلك أصر على التقدم حتى داخل منطقة الجزاء.. ليحصل على حقه القانوني..

هذه القصة تفتح أعيننا على مسألة الأحكام المسبقة التي نصدرها دون فهم كامل للواقع أو القوانين.. كم مرة اتهمنا أشخاصاً بالخطأ وهم في الحقيقة كانوا ملتزمين بالقانون؟!.. وكم مرة نعتنا أشخاصاً بمخالفة أوامر دينية أو أخلاقية.. ليتبين لنا لاحقاً أنهم كانوا على صواب.. مستندين إلى أصول شرعية.. أو مبادئ نجهلها؟!..

الأمر نفسه ينطبق على كثير من مجالات حياتنا.. الجميع يحكم من منظوره الخاص.. ويعتقد أن رؤيته مطابقة للقانون أو للمبادئ والعادات.. وفي الغالب تكون العاطفة هي المسيطرة على تفكيرنا.. وبالتالي قراراتنا.. لكن عندما نعود إلى المصادر الأصلية.. ونحَكِم العقل.. نكتشف أننا نحن المخطئون.. وأننا افتقدنا الفهم العميق لما ننتقده.. أو نحكم عليه..

علينا أن نتوقف عن إطلاق الأحكام دون الرجوع إلى الأصول والمعرفة العميقة.. وأن نتأكد من أن آرائنا تستند إلى فهم شامل.. لا أن تكون مجرد مشاركة عابرة.. أو تعصب لرأي لا أساس له..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :