استعداد الأردن لمواجهة التهديدات الإسرائيلية ضرورة قصوى
د. هاشم علي الرواشدة
26-09-2024 10:11 AM
تعتبر مسألة استعداد الأردن لمواجهة أي عدوان إسرائيلي من القضايا الحيوية في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة، خاصة بعد فتح إسرائيل لجبهة الشمال بعد جبهة الجنوب.
إن الوضع الجغرافي والسياسي المعقد يعني أن احتمالات النزاع قد تزداد، مما يستدعي اتخاذ إجراءات استباقية.
ففتح جبهات جديدة من قبل إسرائيل يعكس استراتيجية تهدف إلى توسيع نطاق الصراع، ما يثير تساؤلات حول إمكانية حدوث تصعيد من جانبها على جبهتها من الشرق أيضاً. وعلى الرغم من أن الجبهة الشرقية ليست مفتوحة حالياً، فإن الظروف قد تتغير في أي لحظة. لذلك، من الضروري أن نكون مستعدين لأي تطورات محتملة.
لا ينبغي الانتظار حتى تبدأ إسرائيل عدوانها. فالإعداد الجيد يتطلب تدريب كل من هو قادر على حمل السلاح. فكل يوم يمر دون استعداد يساهم في خسارة مهارات التدريب.
ولا يشترط بالضرورة إعادة العمل بخدمة العلم أو التجنيد الإجباري في الوقت الحالي، حيث أن هذا الأمر قد يستغرق وقتاً طويلاً لإجراءات قانونية وإدارية.
هناك عدد كبير من المتقاعدين المدربين الذين يمكنهم التطوع مرة أخرى، كما أن هناك جيل من الذين سبق لهم التدريب أثناء خدمة العلم في الماضي، وما زالوا قادرين على حمل السلاح. بالإضافة إلى ذلك، يجب الاستفادة من الأعداد الكبيرة ممن التحقوا بالجيش الشعبي، حيث لا يزال لديهم القدرة على القتال.
يجب أن يتم التدريب في الميادين والملاعب والساحات والمناطق المفتوحة على مهارات استخدام السلاح، بعيداً عن المهارات التقليدية مثل حركات المشاة. فالشباب لديهم مهارات بدنية عالية، مما يعني أنه لا ينبغي إضاعة الوقت في تدريبهم على المهارات البدنية التي قد لا تشكل أولوية في هذا السياق.
القرار بشأن الاستعداد يجب أن يكون سريعاً، دون تلكؤ أو إبطاء. فالظروف تتغير بشكل سريع، والتأخير قد يؤدي إلى عواقب وخيمة. إن بناء مجتمع مستعد ومؤهل لمواجهة أي تهديدات هو واجب وضرورة في هذه الأوقات الحرجة.
لذلك يجب أن نكون مستعدين لكل الاحتمالات، وأن نبني جيلاً قادراً على مواجهة التحديات المستقبلية، مع التركيز على التدريب والتأهيل الفعال لضمان سلامة أراضينا والدفاع عن حدود وطننا العزيز ورد أي عدوان والذود عن الحمى والذمار.