جاءت خطبة جلالة الملك عبد الله الثاني في الجمعية العامة للامم المتحدة خلال دورتها ٧٩ لتكون بمثابة صرخة للضمير الدولي ان يصحو من غفلته عما يحدث في فلسطين من جريمة بحق الانسانية ترتكبها حكومة نتنياهو والمتطرفين المستوطنين وجيش الاجرام الاسرائيلي ولتكون صفعة لوجه الامم المتحدة التي افقدها تخاذلها إحترام الشعوب لطالما وقفت متفرجة على مايجري من فظائع وجرائم حرب لم يشهد لها تاريخ الحروب المعاصرة مثيل لطالما قتلت إسرائيل اكثر من اربعين الف فلسطيني خلال زمن قياسي قصير وجرحت واعاقت اكثر من مائة الف من سكان غزة وشردت ملايين النازحين.

وكما وقتلت اكثر من ٧٠٠ فلسطيني في الضفة الغربية وهجرت اكثر من ٥٠٠٠ فلسطيني من مساكنهم واعتقلت مايقارب ١٠٠٠٠ اسير ، ونكلت بالمواطنين الامنين وامعن مستوطنيها بالاعتداءات على السكان المدنيين ووسعت إطار عدوانها الى لبنان لتكون إسرائيل بهذه الجرائم اشرس وحش مفترس للانسانية يشهده القرن الواحد وعشرين.

خطاب جلالة الملك كشف للعالم ماتفعله إسرائيل من ذر للرماد في العيون الدولية وقد قدمت نفسها للمجتمع الدولي انها دولة تقدم وإزدهار ونموذجا لرفاه الحياة في الشرق الاوسط الجديد ليبين جلالتة حقيقتها وزيف إدعائها بانها دولة إجرام ودموية وصانعة الموت والخراب في المنطقة عامة وفلسطين خاصة وانه يتحتم على الزعماء وهيئة الام ان يقفوا اليوم امام مسؤولياتهم التاريخية في كبح إسرائيل عن جرائمها ولجمها عن فظائعها في غزة والضفة الغربية ودول المنطقة كلها والا سيلعن التاريخ هذا التخاذل وهذه الصفنة الدولية المريبة عما يجري من اهوال دموية يقترفها نتنياهو وعصاباته من المتطرفين ٠

خطاب جلالة الملك في الجمعية العامة للامم المتحدة تحذير لاسرائيل " ان كنتم ريحا واجهتم إعصارا" وان القوة التي تستخدمها لضمان امنها لاتولد الا العنف والمقاومة وان على حكومة إسرائيل وشعبها ان يفهموا ان لاخيار لهم الا السلام ليعيشوا بسلام ولا امن لهم الا اذا امن الفلسطينيين على حياتهم وامنت المنطقة من شرورهم وعدوانيتهم والا سيكون عليهم ان يجابهوا المقاومة جيلا بعد جيل ٠