الملك .. نرفض الوطن البديل
الدكتورة ميس حياصات
25-09-2024 02:04 PM
في خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين في اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك قال، وهنا اقتبس ( ويشمل هؤلاء المتطرفون، الذين يروجون باستمرار لفكرة الأردن كوطن بديل. لذا دعوني أكون واضحا تماما هذا لن يحدث أبدا. ولن نقبل أبدا بالتهجير القسري للفلسطينيين، فهو جريمة حرب ).
وهذه رسالة واضحة لا تقبل الشك في خطاب جلالة الملك بان فكرة المتطرفين الترويج لفكرة " الأردن كوطن بديل " للفلسطينيين فكرة مرفوضة من أساسها، مشيراً إلى أنها لن تتحقق مطلقاً. فالأردن، بقيادته وشعبه، متمسك بهويته الوطنية وسيادته الكاملة على أراضيه، ويرفض أي محاولات لتغيير هذا الواقع من خلال فرض حلول خارجية على حسابه.
كما أبرز جلالته رفضه القاطع لفكرة التهجير القسري للفلسطينيين، مشيراً إلى أن هذا الفعل يشكل جريمة حرب بموجب القانون الدولي. هذا الموقف يعكس انسجام الأردن مع المبادئ الإنسانية والقوانين الدولية، حيث يصر الملك على ضرورة حل القضية الفلسطينية بشكل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، وخاصة حق العودة وإقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
خطاب الملك عبد الله يأتي في سياق تاريخي وسياسي معقد، حيث تسعى بعض الجهات إلى الترويج لحلول تسهم في تصفية القضية الفلسطينية، من خلال تجاهل حقوق الفلسطينيين أو التلاعب بالجغرافيا السياسية للمنطقة، غير أن جلالة الملك يؤكد مجدداً أن الأردن لن يكون طرفاً في أي مخطط يستهدف حل القضية الفلسطينية على حسابه أو على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. هذا الموقف الأردني الثابت يعزز التزام الاردن بدوره التاريخي كمدافع عن القضية الفلسطينية، وحارس للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، كما يعبر عن رؤيته لمستقبل المنطقة، والذي يجب أن يقوم على أساس العدل والسلام لا التهجير والإكراه.