facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الديمقراطية تعني: مراتك تبقى مراتي


د. ماجد الصمادي
25-09-2024 01:16 PM

أحمد لطفى السيد هو أحد رواد النهضة في القرن الماضي إلى جانب الإمام محمد عبده وجمال الدين الأفغاني وطه حسين.

أحمد لطفي ملقب بأفلاطون العرب وأستاذ الجيل، وهو المؤسس وأول رئيس لجامعة القاهرة، وهو قاضٍ ومحامٍ ومترجم وناقل لكتب أرسطو إلى العربية، ككتاب الأخلاق والفساد وكتاب السياسة، وكان رئيساً لمجمع اللغة العربية ووزيراً للمعارف ونائباً لرئيس الوزراء، وعرض عليه الضباط الأحرار رئاسة مصر في 23 يوليو عام 1952 فرفض، وهو قبل كل ذلك كان مناضلاً ضد الاحتلال في ثورة عام 1919ومن ضمن الوفد المصري المطالب بالاستقلال في فرساي، ومن أول المنادين بتعليم المرأة وتخرجت في عهده أولى النساء من الجامعة.

والرجل مفكر ومؤلف وصاحب المقولة الخالدة: "الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية"، نادى منذ أكثر من مائة عام بحرية الوطن وصيانة الاستقلال والدستور وسلطة الأمة، والحياة النيابية السليمة وحرية الفكر و الإنسان والتعليم.

قرر أن يترشح لمجلس النواب ليشارك في التشريع وتطوير الدستور ورقابة السلطة التنفيذية، وكانت فرصته شبه محسومة في دائرته الانتخابية أمام منافسه العمدة الأمي، وكان شعاره: (انتخبوا المرشح الديمقراطي أحمد لطفي السيد) إلا أنه وفي أحد مهرجانات المرشح المنافس: (الشيخ سليط)، سأل أحد الحضور البسيطين (سليط): (إن أحمد لطفي السيد يقول عن نفسه: إنه ديمقراطي فماذا يعني)، فرد المرشح المنافس: (أيوه ديمقراطي يعني مراتك تبقى مراتي)، فانتشرت الإجابة بين المجتمع الجاهل الأمي في حينه، بان لطفي السيد ديمقراطي فخسر خسارةً مدويةً وفاز العمدة.

استرجعت قصة أحمد لطفي السيد، وأنا أرى أننا ندور في مسار دائري ،فالقضايا ذاتها والجدل ذاته، منذ ما يزيد على مائة عام، مع فارق بسيط، أن المجتمع الجاهل قد حصل معظمه على قدر جيد من التعليم المدرسي والجامعي، إلا أنه بقي ذا ثقافة شفاهية؛ فاستبدل بأميته الكتابية أمية حضارية، يسلم وعيه للإشاعة والخرافة والغوغائية، معرفته العلمية جامدة وأسيرة أيدولوجية راكدة، ركبت واستخدمت أدوات وتقنيات حديثة، من وسائل تواصل اجتماعي، وفضائيات، ومنابر متحالفةً مع انتهازيين شعبويين، باحثين عن مراكز وأدوار، لتقتل كل محاولات النهوض واللحاق بركب الحضارة على مذبح: (مراتك تبقى مراتي).

يبدو أننا محكومون بالتبعية للتاريخ وعدم حسم الموقف من التراث وأحداث المنهج العلمي في نقده وتحليله واستخلاص العبر منه، لنلج إلى عصر الحداثة دون الانسلاخ الكامل أو القطيعة مع عناصر القوة في ثقافتنا العربية الإسلامية، نبحث عن جميع حلول تحديات المجتمعات، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية عند القدماء، فالتاريخ عند جميع الشعوب ماضٍ، إلا عندنا فهو ماضٍ وحاضر ومستقبل.

انعزلت الطبقة المثقفة وتركت الساحة خاويةً تماماً لجدل دائري غير منتج، لم يستطع أن يقدم إجابة واحدة ً لأسئلة وجودية، مثل: ما النظام الأمثل لدولنا؟ وكيف نوازن علاقة الدين بالدولة والمجتمع؟ دون إفساد أو ابتلاع أحدهما للآخر، وكيف نوظف القوى الناعمة للمجتمع، من فنون ومسرح وثقافة ورواية في خدمة الأوطان؟ وكيف نحمي المجتمع من الأفكار الزائفة والميتة والجامدة؟ وكيف تحمي الدولة كل من يحمل شعلة النور في وجه القوة والظلامية؟ دون أن يتهم بأنه من دعاة: (مراتك تبقى مراتي)، وفي الوقت نفسه تحمي الثقافة من التغريب وطمس الهوية.

ما أشبه اليوم بالأمس، بل هو الأمس حقاً، فلقد لبسنا عباءة الحضارة وتنعمنا بمنتجاتها واستخدمناها شر استخدام، وأخفينا تحتها سيوف الجاهلية ووثنية عبادة الأصنام، التي استبدلنا بها لاحقاً، عبادة الأشخاص والأفكار ، لنجز بتلك السيوف رأس كل فكرة أو محاولة لتحسين حال الإنسان والأوطان فكل هذه المحاولات مدانة ومحكوم عليها سلفاً بأنها تستهدف أن تكون (مراتك مراتي).





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :