facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صرخة من أعماق الطفولة البائسة


الدكتور مهند عبد الفتاح النسور
25-09-2024 12:13 PM

في عالم بات يكتنفه الظلم والاستبداد، يعيش الأطفال في الدول العربية و الأسلامية المتعثرواقعًا مريرًا، حيث تترك الحروب بصماتها المؤلمة في نفوس الجميع قبل الأجساد، إن هؤلاء الضحايا الأبرياء من الأطفال، الذين لا يملكون من القوة شيئًا، يقذف بهم إلى هاوية من الألم والحرمان، وكأنهم يعيشون في كابوس مستمر، تنقض عليهم أهوال الحروب و النزاعات دون رحمة أو شفقة، و إن مشهد الأمهات اللواتي يُقتلن أو يختطفن، تاركات أطفالهن الرضع والصغار بلا عون، يختزل مأساة كبيرة، إذ يتنقل هؤلاء الصغار بين الأيتام و المشردين، يتسرب إليهم الخوف والضعف في كل لحظة، فأيامهم تسرق، و أعيادهم وألعابهم تسرق، بينما يحاولون جاهدين التمسك بالحياة برغم مرارتها، فهم لم تعط لهم فرصة للعيش ببراءة وهدوء.

تحولت الطفولة في مناطق النزاع إلى كابوس مزمن، حيث يستغل الأطفال في صراعات لا تعنيهم، فبعضهم يجبر على حمل السلاح، بينما يستغل آخرون ضحايا للاتجارفي البشر، وفي هذا السياق، جاءت كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للطفولة، لتسلط الضوء على هذه المأساة الإنسانية، حيث قال جلالته " ان الأطفال هم مستقبل الأمة وعمادها، إذا لم نقدم لهم الحماية والرعاية، فإننا نفقد مستقبلنا، و لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي بينما يسلب حق الطفولة من أبنائنا وبناتنا في مناطق الحروب والنزاعات." فقد جاءت كلمات جلالة الملك لتلخص العجز الذي يشعر به كل من يشاهد مأساة الأطفال المتزايدة في دول النزاعات و الحروب وتعبر عن المسؤولية الجماعية لحماية حقوقهم، حيث في السودان، يتجرع الأطفال كأس المعاناة بشكل يومي، فالنزاعات المسلحة في مناطق مثل دارفور و غيرها دفعت العديد من الأطفال إلى فقدان أسرهم وبيوتهم، وهم يعيشون في مخيمات لا توفر لهم الحد الأدنى من متطلبات الحياة، و يعانون من سوء التغذية والأمراض ناهيك عن البعد البيئي المتردي، بينما يحلمون بمستقبل أفضل، حتى في أوقات الهدوء النسبي، تبقى الندوب النفسية جلية لديهم؛ خوفهم من فقدان الأمل يدفعهم إلى الهروب من واقعهم المرير، ليتحولوا إلى لاجئين في بلدان لا تقدم لهم الأمان او نازحين في بلدهم في أحسن الأخوال.

أما في غزة، فتفاصيل المعاناة ليست اقل بؤسًا، فأطفال غزة يعيشون تحت وطأة الحصار المستمر، ويعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء وسط قصف دائم، والكثير منهم يشاهدون أحبائهم يموتون أمام أعينهم، مما يترك أثرًا عميقًا في نفوسهم، و المدارس تدمر، والفرص تختزل، وتبقى أحلامهم في الحصول على التعليم والعيش بكرامة متأرجحة بين الأنقاض، فكيف يمكن لأطفال غزة أن يستشعروا الطفولة، بينما تحاصرهم الجدران وتنعدم الفرص لحياة افضل؟ حيث يعيش الأطفال تحت وطأة حصار مستمر، يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء، ويتعرضون للقصف اليومي. يشاهدون أحبائهم يموتون أمام أعينهم، مما يترك آثارًا نفسية عميقة. تُدمر المدارس وتضيق الفرص، مما يجعل أحلامهم في التعليم والعيش بكرامة معلّقة بين الأنقاض. في هذا السياق، دعت جلالة الملكة رانيا العبدالله، في فعالية نظمتها منظمة إنقاذ الطفل على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى حماية الأطفال الفلسطينيين. وأكدت أن "كل طفل يستحق الحماية"، مشيرة إلى أن تجريد الأطفال من طفولتهم يجعل إيذاءهم مبررًا للبعض.

اما في لبنان يجد الأطفال أنفسهم في وضع يشبه الكابوس، يواجهون ضغوطًا نفسية نتيجة الانفجارات والهجمات المتكررة والحرب الهمجية الدائرة الان، بالإضافة إلى أزمة اقتصادية خانقة تؤثر على كل جوانب حياتهم، و الفقر يدفع بعض الأسر إلى إجبار أطفالهم على العمل بدلًا من التعليم، مما يفقدهم فرص بناء مستقبل أفضل. يتجول الأطفال في شوارع المدن، يبحثون عن لقمة العيش، بينما يظل حلمهم في العيش بسلام محاصرًا بالألم.

و للأسف، رغم الوعود الدولية والمبادرات الحقوقية المتكررة، يبقى الحديث عن حقوق الأطفال مجرد كلمات بلا فعل. تُطرح قضاياهم في المنتديات العالمية، لكن القرارات تظل هشة وفارغة من أي تأثير حقيقي. يتساءل العالم: لماذا يستمر هذا الصمت؟ لماذا يُترك أطفال مناطق الحروب بلا حقوق، بينما ينعم أطفال الدول المتقدمة بالأمان والرخاء؟ يظهر التمييز بوضوح، وكأن أطفالنا لا يستحقون نفس الحماية. هذا الواقع المؤلم يدعو للتحرك العاجل، صرخة "أعطونا الطفولة... أعطونا الحياة" يجب أن تسمع الآن، وفي إشارة واضحة إلى هذا الواقع الأليم، قال جلالة الملك عبدالله الثاني " ان الأطفال هم ضحايا الحروب والصراعات، عندما نرى طفلاً يعاني من الجوع أو الخوف أو التشرد، يجب أن نعلم أن الإنسانية قد فشلت في أداء واجبها، علينا أن نعمل جميعًا من أجل إنهاء هذه المعاناة، وأن نعيد للأطفال حقهم في الطفولة.ان هذا النداء القوي من جلالة الملك يعكس ضرورة التحرك الفوري لحماية الأطفال في مناطق النزاع والحروب>

إن أطفالنا هم أمل الغد، والمستقبل الذي نرنو إليه، فلنستجب لصرخاتهم، ولنجعل من حقهم في الحياة قضية نبيلة تستحق النضال من أجلها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :