"وقف الملك" مدافعا عن القضية الفلسطينية التي تمثل القضية الوطنية الاردنية والمركزية للوطن العربي، كما تشكل أيقونة الحرية عند الانسانية اجمع ... وهى القضية التى ينتمى إليها كل منصف ويدعمها كل من يحمل ضمير حي ووجدان نابض بالحياة وكما يناصرها كل انسان مؤمن بحق تقرير المصير وحق الإنسان بالعيش على ارضه دونما احتلال يجثم على صدره ويجعله حبيس للاضطهاد واسيرا لحكم القوة ورهينا للاستبداد، وهو يحيا وسط ظروف تجعل حياته كبد فى كبد وتجعل من معيشته ضنكا لا يتصوره أحد، كيف لا وحياته رهينة لمحتل تمرد على القانون الدولي وجعل من نفسه الحاكم الحكم واخذ يقتل كما يريد ويبطش كما يحلو له ويروع الأطفال ولا يحرم قتل المدنيين ويستبيح الحرمات ويهدم المستشفيات ويقطع المياه والكهرباء ومنع الإمداد الإغاثي حتى لو كان هذا الإمداد يحمله العلم الأزرق الذي من المفترض أن يكون احترامه من احترام المنظومة الدولية بأسرها.
"وقف الملك" مدافعا عن الإنسان الفلسطيني الذي يقبع تحت جور الاحتلال وسطوة إرهاب دولة لا تعبأ بالقانون ولا تكترث بالقيم الإنسانية، وتعتبر حكمها فوق القانون والقيم، نتيجة تحصينها بحصانة سياسية جعلتها تعيث في المنطقة فساد وإفساد، وجعلتها تمارس الغلو بوحشية وإجرام، لم تشهد البشرية مثيلتها لا بالقرون الغابرة ولا بالعصور الماضية، وجعلتها تتصرف وكأنها الحاكم الذى يصدر الحكم وينفذ القصاص من دون مرجعية تردعه أو ضابط قانوني او اخلاقي يمنعه، مستندا بذلك لنظريات تبريرية عقيمة يستند فيها لدواعي غيبيه، تقدم التاريخ على الجغرافيا وتفرض سياسة تحلو لها بعنجهية، وهى تقوم بالتجويع لدواعى التهجير وتحمل الأقطار المجاورة لها مسؤولية عدم مشاركتها بارتكاب جرائم ضد الانسانية، أثر قيامهم بسد بوابه التهجير القسري الذي تريد فرضه بالقوة، والترحيل القهرى الذى تسعى من وراءه لطرد الشعب الفلسطيني من أرضه التى بينها القانون الدولي وأقرتها المواثيق الدولية والقانون الإنساني المفترض أن يحميه من المحتل الظالم.
"وقف الملك" مدافعا عن سيادة القانون الدولي الذى يجب أن يطبق على الجميع دون تمييز أو محاباة ليشكل الضابطة العدلية والمرجعية القانونية التي من المفترض أن يحترمها الكل ويتم تطبيقها على الجميع احتراما للمنظومة الإنسانية، وحكم أحكام المحاكم الدولية التي أصدرت قرارها الواضح بإدانة المحتل وبيان منطوق جريمة فعلة القاتل، وجعلته محكوما بالانتهاك الصارخ وهو الحكم الذى من المفترض ان يحترمه الجميع ويسرى على الكل دون مراعاة او تمييز، ويلزم الجاني بوقف اطلاق النار وانهاء الاحتلال ودعم مشروع الدولة الفلسطينية لتكون قابله للحياه دونما تسويف او ابطاء حتى تصبح للقرارات الصادرة من المنظمة الدولية ذات قيمه ينبغي احترامها بقدسية صوت العدالة الذي يشكله القانون.
"وقف الملك" مدافعا عن القيم الإنسانية التى يجب ان تكون منطلقا لصوت العدالة، الذي يجير المظلوم، ويعاقب الظالم، وينهى شبح الاحتلال الغاشم الذى يستهدف التهجير لغايات الإحلال ويقدم مبتدا العنصرية، ابتغاء للإثنية، ويبعد قيم المواطنة لدواعي يهودية الدولة تارة، وتوراتيه الديانة تارة أخرى، في عصر باتت فيه انسانيه المواطنة وطن، ووطنية القيم مجتمع، والعالميه نسيج أساسه القبول بالآخر، ومحتوياته سلمية الحياة، وأدميه العيش المشترك، وعلى الرغم من ذلك مازالت حكومة تل أبيب تشكل مناخات طاردة للآخر، وتنادي فى نفس الوقت بضرورة تطبيع العلاقات مع محيطها العربي، الذي مازال ينادي بالسلام ويسعى لأجله، منذ أن وقف الحسين الخالد بذكره، مناديا للسلام قبل أكثر من ستين عام على هذه المنصة الأممية، التى ستبقى تستذكر رسالته بنعم للسلام ولا للاستسلام، الذي يغبن الحقوق ولا يصون الوعود، ويمضى لتطبيق أحكام بالقوة والغطرسه، وهذا ما رفضه الحسين وسيبقى يرفضه أبو الحسين كما سيرفضه الحسين من بعده.
"وقف الملك" وسط تصفيق قاطعه مرارا داعما لصوت الحق، يحث العالم لدعم مسيرة الأردن الإغاثية تجاه غزة المحاصرة واهلها جوعى وضمئى، وجلهم جرحى، فاتحا الاردن على مصراعيها لتكون محطة إغاثية دولية للأهل في غزة التي تحتاج الدعم الإنساني كما تحتاج القرار الحازم القادر على وقف إطلاق النار وإطلاق المعتقلين من كلا الجانبين، وهو يحث الجميع لضرورة تقديم الإسناد اللازم والدعم المطلوب من أجل تخفيف معاناة شعب أراد الحياة، ومن أجل أن يعم السلام على ارض فلسطين وتقوم اسرائيل بوقف عمليات الضم والتهجير ويدعم الجميع القرارات الأممية الصادرة من اجل فلسطين القضية.
"وقف الملك" من أجل فلسطين، فلم يتحدث إلا عنها، وعن أهلها، ولم يذكر بخطابه سواها، كيف لا وهي قضية الهاشميين قبل أن تكون قضية الفلسطينين والاردنيين اصحاب القضيه ورمزيه صمودها، مبتدئا حديثه بمقدمة أخلاقية بينت ماهيتها، و مستعرضا فى ادبيات خطابه قصة فلسطين وما تشكله لصوت العدالة من أهمية، وبينها رفضه لكل حلول تسعى للتهجير أو تقوم على الوطن البديل (فلا بديل عن فلسطين الا فلسطين) خاتما خطابه بنعم للسلام الذي يصون القدس الهاشمية، ويحمي فلسطين لتبقى عربيه، بأهلها ماجده، بجوار اردن النصرة وعنوان الصمود.
"وقف الملك" فلنقف خلفه مؤيدين ومناصرين داعمين لرسالته التي حملها للعالم أجمع، والتي انشد فيها موقف الضاد، وبيان أهل السلام، ودعم في متنها المرجعية الأممية، وبين برسالتها أهمية حل القضية المركزية للإنسانية، في حفظ السلم الإقليمي وفى دعم السلام الدولى، الأمر الذى يجعلنا كلنا اعتزاز بما وقف عليه الملك، وكلنا فخر بأن نقف خلف الملك.