facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الذكرى الـ ٧٥ لتأسيس جمهورية الصين الشعبية


السفير الدكتور موفق العجلوني
25-09-2024 07:52 AM

في الذكرى الـ ٧٥ لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، يُعتبر هذا الحدث محطة تاريخية تبرز الإنجازات الكبيرة التي حققتها الصين على الأصعدة الاقتصادية والسياسية والثقافية. وتتعزز العلاقات الأردنية الصينية بشكل متزايد، حيث شهدت العلاقات تعاوناً استثنائياً في مجالات متعددة مثل التجارة والاستثمار والبنية التحتية، مما يعكس رؤية كلا البلدين نحو مستقبل مشترك مزدهر. هذه العلاقة ليست مجرد شراكة، بل تُظهر التزام الصين بالأمن والتنمية في المنطقة، مما يمهد الطريق لتعاون أعمق وأوسع في السنوات القادمة. في هذه الذكرى تتجلى أهمية العلاقات الأردنية الصينية من خلال دعم الصين المستمر للأردن في مختلف المجالات. وتُعتبر الصين شريكًا رئيسيًا في جهود التنمية والاستثمار، حيث تسهم في مشاريع استراتيجية تعزز الاقتصاد الأردني وتدعم استقراره.

علاوة على ذلك، تُظهر الصين التزامًا قويًا بالقضايا العربية، خاصة القضية الفلسطينية، حيث تدعم حقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس. وتعمل الصين على تعزيز الحوار والسلام في المنطقة، وتؤكد على أهمية إيجاد حلول عادلة وشاملة للصراعات، مما يعكس دورها كقوة عالمية تسعى لتحقيق السلام والتنمية المستدامة.

تتميز العلاقة بين قيادتي البلدين الصديقين بتفاهم عميق ورؤية مشتركة نحو تحقيق التنمية والازدهار. ويتمتع جلالة الملك عبد الله الثاني بعلاقات قوية مع القيادة الصينية، حيث تُعزز هذه الروابط من خلال الزيارات المتبادلة والمناقشات حول القضايا الإقليمية والدولية.

يسعى كل من الأردن وجمهورية الصين الشعبية وبتوجيهات القيادتين الحكيمتين إلى تعزيز التعاون في مجالات حيوية مثل الاقتصاد والاستثمار والتعليم والتكنولوجيا. وتؤكد القيادة الصينية، تحت قيادة الرئيس شي جين بينغ، على أهمية الشراكة الاستراتيجية مع الأردن، مما يُعزز من الدور الاردني كحلقة وصل بين الصين والدول العربية حيث تستند هذه العلاقة إلى مبدأ الاحترام المتبادل والعلاقات المشتركة. هذه الديناميكية تُسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، مما يُعكس قدرة القيادتين على توجيه دفة العلاقات نحو مستقبل واعد.

تحتفل سفارة جمهورية الصين الشعبية اليوم ٢٥/٩/٢٠٢٤ بالذكر الـ ٧٥ لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، حيث يقيم سعادة السفير الصيني تشن تشوان دونغ حفلاِ بهذه المناسبة يشارك الأردنيون من مختلف القطاعات الرسمية والشعبية احتفال السفارة الصينية. وتأتي هذه المشاركة تعبيراً عن العلاقات التاريخية الممتازة بين البلدين الصديقين والمبنية على التقدير والاحترام والمصالح المشتركة. وان ما يدل على عمق هذه العلاقة الزيارات العديدة لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ولقائه بفخامة الزعيم الصيني شي جين بينغ. هذا وقد قام جلالته بزيارة الصين بصورة منتظمة منذ أن اعتلى جلالته العرش عام ١٩٩٩، حيث قال جلالته:

"اشعر بالإعجاب في الخطوات الكبيرة التي تخطوها جمهورية الصين الشعبية في مجال التنمية من سنة لأخرى. وقد زارت جلالة الملكة رانيا الصين أيضاً الصين العام الماضي، وعادت وهي معجبة بما شاهدت هناك. ونحن في الأردن نثمّن ونحترم الصين باعتبارها أنموذجاً للتنمية، ونقدر دور الصين المهم كقوة عالمية على المستويين السياسي والاقتصادي."

وكما آشار جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله، أن لدينا اليوم فرصة جديدة للبناء عليها للوصول إلى علاقة أكثر شمولية بين الصين والأردن ضمن الأهداف المُشْتركة التي تشمل الطاقة، وقضايا التنمية، وتوسيع الروابط التجارية، وتبادل المعرفة. وإن الصين بلد يحظى بالكثير من الاحترام في العالم العربي، كما أننا ننظر للصين على أنها نموذج للتنمية الاقتصادية الناجحة. وكل هذه العوامل يمكن أن تشكّل أساساً لعلاقة استراتيجيّة تؤمّن لشعب الأردني والصيني صوتاً مسموعاً على المسرح العالمي وفرصاً جديدة لبناء مستقبل أبنائها. ونتطلع إلى استمرار الصين في دورها القيادي. فلدى الصين مخزون عظيم من المصداقية في المنطقة، ويمكن الاستفادة من ذلك في بناء علاقة أوسع بين الصين والشرق الأوسط.

بنفس الوقت يقدر الأردن عالياً جهود جمهورية الصين الشعبية دعمها الدائم للأردن في مختلف المجالات خصوصًا دعمها المستمر لمشاريع البنية التحتية والمشاريع في قطاعات الصحة والتعليم ومشاريع التنمية المحلية ما كان له الأثر الايجابي بتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين في الاردن.

ولا ننسى ما صرح به نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو يان دونغ، ان جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين يرتبط بعلاقات متميزة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، وزار الصين خلال السنوات الماضية عدة مرات، مشيدا بالعلاقات المتميزة التي تمر بأحسن مراحلها بين البلدين الصديقين.

ومن الجدير بالذكر فقد تم التوقيع على العدد من الاتفاقيات الثنائية في العديد من المجالات الاقتصادية الهامة، حيث قامت مؤسسة تشجيع الاستثمار في الأردن بتأسيس مكتب تمثيلي لها في بكين، وهو المكتب الرابع من نوعه في العالم. بنفس الوقت فقط تم توقيع عدد من الاتفاقيات في شنغهاي حيث تسهم هذه الاتفاقيات في دفع التجارة والاستثمار بين بلدينا.

وهنا استذكر حديث فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ " إن الأردن بلد مهم في منطقة الشرق الأوسط يتمتع بمكانة فريدة وتأثير مهم، ويسعى دائماً إلى تعزيز السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة، ويعتبر صديقاً عزيزاً وشريكاً وثيقاً للصين. والصين على استعداد للعمل مع الجانب الأردني على دفع علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين على نحو أكثر عمقاً.

وفي هذه المناسبة الذكرى الـ ٧٥ لتأسيس جمهورية الصين الشعبية " استحضر حديث جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين: إن الأردن دائما ًيسجل إعجابه بالإنجازات التنموية المرموقة التي أحزرتها الصين، وهو على يقين بأن الحزب الشيوعي الصيني سيقود الشعب الصيني لتحقيق تقدم مستمر في عملية النهوض بالأمة. ويقدر الأردن عالياً دعم الصين للمملكة، واستعداد الأردن لتوسيع التعاون مع الصين في مجالات الاقتصاد والتجارة والكهرباء والطاقة والاتصالات والبنية الأساسية للسكك الحديدة والصحة وغيرها، ويرحب بمشاركة الشركات الصينية في مشاريع البناء في الأردن وفي مقدمتها مناطق التطوير الاقتصادي.

نتطلع نحن في الأردن نحو مستقبل أفضل للاحتفال بالذكرى الـ ٤٧ عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والأردن حيث أعلن في السابع من نيسان عام ١٩٧٧ رسمياً عن اقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية  والمملكة الأردنية الهاشمية، وهذا يؤكد على روابط الود والصداقة والشراكة بين البلدين، حيث جعلت البلدين في صف واحد في مواجهة  تحديات عالمية مشتركة وشكلت نموذجًا للعلاقات بين الدول ذات الأنظمة والحضارات المختلفة.

إن الثقة السياسية المتبادلة أساس متين للعلاقات الصينية الأردنية. فالعلاقات السياسية التي أسسها جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال رحمه الله عام ١٩٧٧ تعززت من خلال الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين البلدين، ففي ثمانينات القرن الماضي رافق جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين والده جلالة الملك الحسين في زيارته للصين ومنذ تولى جلالته العرش عام ١٩٩٩ زار الصين ثماني زيارات هامة مما أنشأ صداقة عميقة مع القادة الصينيين، توجت خلال زيارة جلالته الأخيرة لبكين ،عندما أعلن جلالته وفخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ عن إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، الأمر الذي فتح  فصلاً جديدا  في تاريخ علاقات بلدينا الصديقين. 

يشكل التعاون المبني على الاحترام والمنفعة المتبادلة دعماً قويا للعلاقات الصينية الأردنية. فالأردن بموقعه الجغرافي المميز كان محطة مهمة في "طريق الحرير" وممرا تجاريًا مهماً في الشرق الأوسط منذ عصور قديمة، وفي عام ١٩٧٩، وقعت الصين والأردن على اتفاقية تجارية دخل معها التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين  مساراً متسارعاً ومضطرد النمو، واليوم يشارك الأردن بنشاط في البناء المشترك " للحزام والطريق" بصفته واحة للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط ومركزاً مهماً للأعمال والاستثمارات.

بنفس الوقت ، نتطلع بتوجيهات القيادتين الحكيمتين في البلدين الصديقين الى آفاقا جديدة  ومستقبلاً واعداً،  فالاحترام المتبادل والثقة المتبادلة، والصداقة التقليدية الراسخة بين بلدينا ،وترجمة التوافق الهام الذي توصل إليه قادة البلدين إلى أرض الواقع، سترتقي بالعلاقات الثنائية إلى مستويات جديدة، والعمل لتحقيق المنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة، والاستفادة من فرص التكامل الاقتصادي وإمكانات التعاون لتعزيز الالتقاء بين مبادرة "الحزام والطريق" ورؤية الأردن ٢٠٢٥، ستعمق أكثر التعاون العملي في مجالات الطاقة والاتصالات والبنية التحتية والقدرة الإنتاجية والتنمية الخضراء وغيرها، والالتزام بتعزيز الصداقة والتفاهم بين الشعبين، سيجعل من الأجيال  الشابة دعامة رئيسيةً للصداقة الأردنية الصينية، ويزيد في التبادلات الأهلية وغير الحكومية من أجل تحفيز الإبداع والالهام المتبادل وتعزيز التعايش وتبادل المعرفة.

ويستحضرني حديث سعادة السفير الصيني السيد تشن تشوان دونغ:" أنه على مدى السنوات الماضية، ترسخت العلاقات بين الأردن والصين باستمرار، حيث عمل البلدان يدا بيد على حماية السيادة والأمن الوطني وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالرغم من تغيرات الأوضاع الدولية، مما شكل نموذجا للتعايش بين الدول ذات الحضارات والأنظمة المختلفة ". حيث أصبحت بعض المشروعات مثالا مميزا للتعاون العملي بين البلدين مثل شركة البوتاس العربية وشركة جرش لصناعة الملابس والأزياء ومدينة العقبة الصناعية الدولية ومجموعة طلال أبو غزاله العالمية والبنية التحتية المتعلقة بالاتصالات والطاقة التي شاركت في بنائها الشركات الصينية والمدينة الصناعية والمدينة الرياضية والمباني السكنية والمستشفيات ومرافق إمداد المياه المبنية بالدعم والمساعدة من الحكومة الصينية، فضلاً عن المساعدات الإنسانية المقدمة من الصين للاجئين السوريين في الأردن، لقد أتت هذه المشروعات التعاونية بالفوائد الحقيقة على الشعبين. منذ اندلاع وباء كورونا، تكاتف البلدان للتغلب على المحنة، الأمر الذي جسد الصديق في وقت الشدة.

العلاقات الأردنية الصينية، علاقات استراتيجية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، ويسعى الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني وباستمرار إلى تعزيز هذه العلاقات بمختلف المجالات وخاصة الاقتصادية والاستثمارية منها. وإن العلاقات بين البلدين الصديقين، والتي مضى عليها اليوم ٤٧ عامًا، استمرت في التطور على جميع المستويات حتى أصبحت الصين ثالث أكبر شريك تجاري للأردن. وانتقلت هذه العلاقات من مرحلة العلاقات العادية بين الدول، إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، بفضل حرص جلالة الملك عبد الله الثاني، والرئيس الصيني شي جين بينغ على تطويرها وتعزيزها، وتوسيع آفاق التعاون في مختلف المجالات، وخاصة السياسية والاقتصادية".

وان علاقات الصداقة القوية بين جلالة الملك عبد الله الثاني وفخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ، كان لها الأثر الكبير في بناء علاقات راسخة ومتينة بين البلدين، وهما يحرصان باستمرار على تمتينها والبناء عليها بمختلف المجالات"، مشيرا الى أن العلاقات الأردنية الصينية شكلت نموذجًا للشراكات بين الدول ذات الحضارات والأنظمة المختلفة.

و بهذه المناسبة العظيمة " الذكرى الـ ٧٥ لتأسيس جمهورية الصين الشعبية " يشاركني كافة افراد الشعب الأردن برفع خالص التهنئة و التبريك الى سعادة الصديق سفير جمهورية الصين الشعبية السيد تش تشوان دونغ والذي يواصل جهوده المثمرة ليلاً نهاراً في تعزيز العلاقات الاردنية الصينية و اخذها الى معارج التقدم والنجاح، متمنيين للشعب الصيني الصديق المزيد المزيد من التقدم والنجاح و الازدهار في ظل القيادة الصينية الحكيمة فخامة الرئيس الصيني السيد شي جين بينغ .

* السفير الدكتور موفق العجلوني المدير العام / مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية .

muwaffaq@ajlouni.me





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :