عمون - عبدالله مسمار - في 15 دقيقة تحدث فيها جلالة الملك عبدالله الثاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء، أوصل رسالته إلى جميع زعماء العالم بأن لا فائدة من الكلام.. فختمها بتذكيرهم بمطلب الملك الراحل الحسين بن طلال قبل 64 عاما بذات مطلب اليوم..

الملك انتقد الأمم المتحدة من على منصتها وهي ليست المرة الاولى.. في السابق قال إن الجمعية تلتئم في كل عام لكن دون جدوى من ذلك..

حديث الملك جاء لحث العالم على التحرك، قال إن علم الأمم المتحدة الأزرق لا يستطيع حماية المدنيين في غزة وكذلك شاحناتها، ويتعرض عمالها للقصف، ثم تُتحدى قراراتها وتُتجاهل آراء محكمتها.. معربا عن فقدان الثقة بهذه المنظمة التي تجمع العالم بأسره تحت رايتها، فالثقة بها وبدواعي وجودها بدأت بالإنهيار داخل قاعتها وخارجها..

الملك تحدث عن واقع آليم يفرض وجود شعوب فوق القانون الدولي، وتُخضع هذه الشعوب العدالة الدولية لصالحها، فيما تصبح حقوق الانسان انتقائية وتمنح الامتيازات للبعض ويحرم آخرون منها..

بإصبعه السبابة وجه الملك الإتهام نحو مندوبي الاحتلال الاسرائيلي مباشرة، وقال إن حكومتهم قتلت أطفالا وصحافيين وعمال إغاثة إنسانية وطواقم طبية أكثر من أي حرب في التاريخ الحديث..

وفي كل سنة يختار المجتمع الدولي الطريق الأسهل ويكتفي بالقبول في الوضع القائم وهو استمرار الاحتلال العسكري الاسرائيلي للفلسطينيين، وتقديم الدعم لحل الدولتين بتصريحات لا تسمن ولا تغني من جوع.. قال الملك.

لكن التاريخ لن يرحم.. ذكّر الملك الزعماء الحاضرين بأن العالم يراقبهم، وسيحكم التاريخ على مدى شجاعتهم، وسيحاسبهم المستقبل وشعوب الزمن الحالي، وسيحكمون على الزعماء كأمم متحدة إن اختاروا الاستسلام للتقاعس او القتال حفاظا على مبادئ المنظمة..

الشعوب تتساءل، هل سيقف زعماء العالم متفرجون امام فقدان الآباء والامهات اطفالهم، وامام مشاهدة الاطباء لمرضاهم يموتون بسبب نقص الأدوية الأساسية، وامام إزهاق المزيد من الارواح البريئة التي لا يقدم لها العالم العون؟..

الملك أراد القول للعالم إن ما يجري ليس جديدا، فكان والده الملك الراحل الحسين بن طلال من قبله يقف على ذات المنصة قبل 64 عاما، داعيا الله أن يتحلى مجتمع الأمم المتحدة بشجاعة اتخاذ القرار بحكمة وجرأة وإتخاذ الاجراءات العاجلة بالحزم الذي تتطلبه الأزمة..