كنت قبل أسبوعين من تشكيل حكومة د. حسان – وأنا سعيد أن تكون كنية الرئيس بصيغة المفرد – قد توقعت لرئاسة الحكومة في مداخلة عبر موقع النخبة بوست ثلاث شخصيات هي بالترتيب: د. جعفر حسان والمهندس علاء البطاينة و. د. بسام التلهوني. وقد شعرت ولا زلت بالارتياح للمواقع التي أُختيروا لها، وأتمنى لكل منهم النجاح في الموقع الذي أُسند إليه.

الدكتور جعفر حسان من مدرسة الديوان الملكي، وإبن الإدارة الحكومية وزيراً للتخطيط لسنوات عديدة. القريبون منه شهدوا له خبرته ومهنيته وشعوره العالي بالمسؤولية. وهذه مواصفات أساسية لرئيس مؤهل للنظر في القضايا الوطنية وتحديد مواقع المصلحة العامة. وأضيف إلى ذلك القدرة على التفاعل مع التوجيهات الملكية والاستجابة لمضامينها وحسن تنفيذها.

مؤشرات تشكيل الحكومة تؤكد على بداية مبشرة لأداء الدكتور حسان اختياره للعديد من وزرائه المتميزين خبرة وتجربة وأداء واحد من هذه المؤشرات. ففي رأيي الشخصي ومن تجربة خاصة قريبة منهم أقدر أن حكومته قد ضمت أكبر عدد من الوزراء الاكفياء من بين معظم الوزارات التي سبقها. لكنه ما لم تأخذه في الاعتبار عدد الوزراء الذي ما كان يجب أن يزيد عن (25) وزيراً، ووزراء دولة زائدين عن الحاجة، وبعض قليل من الوزراء ممن لا سابق حضور لهم أو شهادة لصالحهم ونرجو أن يفاجئونا بما هو غير متوقع.

طروحات دولة الرئيس وهو يخاطب حكومته والامناء العامين واضحة وصريحة ومحفزة لوزرائه والامناء العامين وهم معاً يمثلون الإدارة العليا للإدارة العامة. وفي فريقه الوزاري من يمثلون الوزراء الذين أختصهم بصفة الشويره للحكومة واطالب بضرورة وجودهم في كل الحكومات بحكم تجاربهم في الحقل العام ورؤيتهم العابرة للقطاعات اقتصادياً بالإضافة إلى خبراتهم في القضايا السياسية والاجتماعية والإدارية.

التزام الحكومة والرئيس القوي بكتاب التكليف السامي الذي جاء شاملاً وواضحاً ومفصلاً إلى حد كبير والالتزام القوي بمشروع التحديث السياسي والاقتصادي سوف يكون ضامناً لسير الحكومة في الاتجاه الصحيح وهادياً لتحديد مؤشرات الإنجاز لدى الحكومة.

كان الله في عون الحكومة على تنفيذ ما هو مطلوب منها وما وعدت به. فالحكم على أهلية الحكومة ومنجزاتها هو معيار التنفيذ الذي كان في كثير من الحكومات دون مستوى الطموح خاصة في المجال الاقتصادي الذي يعاني من تحديات عميقة لم تعد خافية.