حماية الأسرة في اربد تعقد المؤتمر السنوي للتربية الإعلامية
24-09-2024 10:22 AM
عمون - عقدت جمعية حماية الأسرة والطفولة في إربد، وبالتعاون مع أكاديمية دويتشه فيله الألمانية، المؤتمر السنوي للتربية الإعلامية والمعلوماتية بعنوان "خطاب الكراهية ومدى تأثيره على المرأة والمجتمع" بنسخته السادسة في رحاب جامعة اليرموك، الذي يستمر لمدة يومين بتاريخ 23 و24 أيلول 2024، بمشاركة معلمين ومعلمات من وزارة التربية والتعليم والمراكز الشبابية، وخبراء من مؤسسات مختصة، وإعلاميين، وأعضاء من مجلس الأعيان والنواب.
ولفت السيد كاظم الكفيري، رئيس جمعية حماية الأسرة والطفولة في إربد، إلى الأهمية الكبيرة والتأثير المشهود لوسائل الإعلام في حياة المجتمعات، بعدما باتت على تماس مباشر مع مختلف مجالات الحياة لجميع فئات المجتمع، بما فيهم الطلبة، وهو ما يستدعي العمل على إيجاد وعي كاف لدى طلبتنا حول كيفية التعامل مع وسائل الإعلام والتعاطي معها. وقال: "لا يكتفي الإعلام في كثير من وسائله حاليًا بنقل الأحداث والأخبار فقط، بل تعدى ذلك إلى تشكيل وعي المتلقين والمجتمعات، إلى جانب خلق صور نمطية لا تتوخى الدقة في الطرح، وهو ما يُشيع أجواء من الفوضى تهدد استقرار المجتمعات والدول".
وأكد الكفيري على أهمية التربية الإعلامية والمعلوماتية في تعزيز قدرة الأفراد على مواجهة الصور النمطية السلبية والتمييز، مما يساهم في بناء مجتمع أكثر تماسكًا ووعيًا ضد التمييز والكراهية.
في مستهل المؤتمر، قال الأستاذ محمد داوودية في كلمته الرئيسية إن جيلنا ليس له بانحطاط التمييز وغثاء الكراهية ووضاعة التبعية العمياء لفضائيات التطرف ودعاة الفتنة. وأرجو من كل واحد منا أن يُعزز صحة أبنائه وأسرته النفسية والأخلاقية والوطنية والقانونية، لتبقى طاهرة من التمييز: مسيحي ومسلم، فلسطيني وأردني، سني وشيعي، ذكر وأنثى، عربي وكردي... نحن معًا في ما يطل علينا من خيرات السماء وبركات الحصاد وأفراحه. ونحن معًا في التعرض لشرور الغزوات الاسرائيلية والغزوات الصفوية، وفي التصدي الوجودي الدامي لها. التعددية في عالمنا العربي عامة، وفي الأردن الحلو الصلب المجيد، ظلت مادة غنى وتنوع وقوة.
من ناحيتها، ألقت السيدة شانتال ميريس، مديرة وحدة الشرق الأوسط في أكاديمية دويتشه فيله الألمانية، كلمتها عبر الفيديو، بأن خطاب الكراهية موجود في جميع البلدان وليس مقتصرًا فقط على البلاد العربية، وأن التربية الإعلامية والمعلوماتية هي التي تساهم في الحد من هذا الخطاب. وأشارت إلى أن المؤتمر يسعى إلى ترسيخ مفهوم ومبادئ التربية الإعلامية والمعلوماتية لدى العاملين في القطاعات التعليمية والشبابية في محافظة إربد، التي تهدف إلى تطوير مهارات التفكير النقدي والتحليل لدى الأفراد، وتعزيز قدراتهم على التمييز بين المعلومات الصحيحة والمضللة، وتمكينهم من الاستخدام الآمن والمسؤول لوسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي. وأثنت في كلمتها على جهود جمعية حماية الأسرة والطفولة الممتدة منذ عام 2017 والإطار الإبداعي الذي تضفيه على المجتمع.
وفي سياق المؤتمر، تحدثت العين آسيه ياغي عن خطاب الكراهية لذوي الاحتياجات الخاصة، وأكدت أنه يجب رفع مستوى الوعي بواسطة إجراء دورات تدريبية محلية وتثقيف المجتمع بشأن مخاطر التمييز والتعصب. ودعت إلى الإبلاغ عن منشورات وسائل التواصل الاجتماعي التي تنشر الشائعات أو المعلومات الخاطئة، وإغراق فضاء وسائط التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية بالرسائل الإيجابية، ودعم الأفراد أو الجماعات المعرضة لخطر خطاب الكراهية، وتشجيع صانعي السياسات على اتخاذ إجراءات ضد اللغة أو السياسات التمييزية.
ويتضمن مؤتمر التربية الإعلامية والمعلوماتية 2024 جلسات وورش عمل يشارك فيها تربويون ومعلمون ومعلمات من مدارس مختلفة، بالإضافة إلى مدربين معتمدين في مجال التربية الإعلامية والمعلوماتية، وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني الشبابية من محافظة إربد. حيث تهدف هذة الورش إلى ترسيخ المهارات والأساليب التعليمية التفاعلية لدى العاملين في القطاعات التعليمية والشبابية في مواجهة ظاهرة خطاب الكراهية في المجتمع وطرق التصدي لها ونقلها للأخرين.