من حقنا اذا انطلقنا من رغباتنا في رفع الظلم عن أهلنا في غزة ونصرتهم ان نتحدث عن الضعف العربي بل الصمت بل التخاذل من قبل البعض وصولا" إلى تآمر المتآمرين ، وكل هذا ناتج عن مساحة الألم والظلم الذي نراه من قبل الصهاينة وخلو نفوسهم من الإنسانية بل وحقدهم الأسود ورغبتهم في الاستئصال وتدمير البشر والحجر والشجر والمساكن والمدارس والمستشفيات ومراكز الإغاثة الأممية.
لكن هذا الوصف ربما يحتاج إلى مراجعة حينما نتحدث عن الأردن الذي لا يملك الكثير من الأوراق مع وجود الطاعنين من الخلف أعني الشمال والشرق حيث عصابات مأجورة لدولة اقليمية تريد إغراق الأردن بالمخدرات والفوضى . كما لا بد من ان نتذكر ان الأردن يحصل على المساعدات الأمريكية والغربية وبالتالي لا يستطيع أن يكون فدائي الأمة المخدرة ليقوم بالانتحار . لكنه مع الاعتراف بالتقصير لأن الأزمة أكبر منه ، فهو لم يدر ظهره بل فتح مستشفيات في غزة والضفة ويقوم بجهد هائل حيث العمليات الجراحية وتركيب الاطراف ونقل من امكن نقله للعلاج في الأردن ، وبالرغم انه ليس مجاورا" لغزة كما هو حال مصر الا ان سلاح الجو لم يتوقف عن العمل الاغاثي والقوافل البرية مستمرة ، ويرافق ذلك الموقف السياسي الذي لا يهدأ على كل الساحات المؤثرة من أجل وقف الحرب.
في هذه الحدود يتحرك ولا يستطيع ما يتخيله البعض من فتح جبهة عسكرية لأن ذلك يعني دمار الأردن لا سمح الله ، ولن يلتفت العقلاء لمن يطلق الكلام على عواهنه دون حساب ولا كتاب بل كلام ليس عليه جمرك بل دغدغة العواطف دون حساب العواقب والآثار، فهؤلاء الذين يقولون كلاما" غير محسوب يعودون إلى حياتهم المعتادة بعد الانتهاء من الكلام غير الموزون.
ما يهمني ما هو قول الناس في غزة ، لقد سمعت من احد المقاتلين في خانيونس ان أهل غزة ممتنون لدور الأردن وهو موضع تقدير في ظل المعادلات الدولية التي تميل لصالح العدو ولهذا لا نحمل الأردن فوق طاقته.
المطلوب من الأمة لا يستطيع بلد واحد تحمله ، وكل دولة عربية او إسلامية بعيدة يمكن أن يقول قادتها او سياسيوها ما يشاؤون لأنهم يعرفون ان بلادهم بعيدة عن المخاطر ، اما الأردن فهو في قلب المعركة ولهذا لا بد من الحساب الدقيق لكل موقف وكل كلمة .