facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لا تلزونا على "الطور" ..


محمود الدباس - ابو الليث
23-09-2024 03:33 PM

قبل عامين.. كانت كلماتي في نفس الموضوع.. انعكاساً لقلق حقيقي يسكن في صدور الناس.. لكن اليوم.. ونحن نغوص أكثر في أزماتنا.. أجد أن ما كان يبدو سيئاً حينها.. قد تحول إلى ما هو أسوأ.. البطالة التي كانت مجرد إحصائية مقلقة.. أصبحت اليوم شبحاً يلتهم مستقبل الشباب.. والأسعار التي كنا نظن أنها بلغت ذروتها.. باتت كالكابوس الذي لا ينتهي.. القليل منا مازال يمتلك تلك القوة الشرائية التي كانت ذات يوم حلماً واقعياً.. أما المؤسسات الاقتصادية.. فقد أغلق الكثير منها أبوابها.. أصحابها غادروا البلاد.. تاركين خلفهم شباباً عاطلين يضافون إلى ركام الأزمة.. فيما بقيت المؤسسات الأخرى تتأرجح على حافة الانهيار.. تنتظر مصيرها المحتوم.

وكأن كل هذا لم يكن كافياُ لتضييق الخناق علينا.. حتى جاءت قرارات الحكومة السابقة.. لتصب الزيت على النار.. آخرها كان رفع رسوم السيارات الكهربائية.. وكأنه "وداع بلا أسف" للحكومة التي غادرت تاركة خلفها إرثاً من القرارات.. التي أثقلت كاهل الجميع.. قرارات وُصفت من الخبراء بأنها غير مدروسة.. ويجب على الحكومة الجديدة.. إن كانت جادة في الإصلاح.. أن تبدأ بإلغاء تلك القرارات.. وتصحيح المسار الذي انجرف بعيداً عن مصلحة المواطن.

تذكرت حديث شاب التقيته ذات يوم.. كان ينتقدني بلطف.. لعدم تسليط الضوء على هذه القضايا الملتهبة.. وقتها.. شعرت بالواجب أن أكتب.. لكن الحال الآن بات أكثر إلحاحاً.. فنحن في دوامة لا مخرج منها.. ولعل هذه الكلمات تصل إلى من يملك القرار.. لعلها تجد طريقها إلى أذن وطنية واعية.. تُدرك أن الإصلاح لا يأتي عبر القرارات المجحفة.. بل عبر التغيير الجاد.. والتخطيط الحكيم.. لكني.. رغم كل شيء.. أشك أن أحداً سيستمع.

نحن في الأردن.. لا نحتاج لمزيد من الشرح حول ارتفاع الأسعار.. الأمر أصبح واقعاً يومياً لا يمكن تجاهله.. سواء كنت من أولئك الذين يأكلون بملعقة ذهب.. أو مَن يعيش بالكاد على فتات أيامه.. فإن التأثير يطال الجميع.. لكنه يختلف من جيب لآخر.. فمَن لديه القليل.. يرى النار تلتهم كل شيء.. ومن يملك الكثير يتألم بصمت.. وكأننا جميعاً في "شواية" لا تهدأ.. نلف حول أنفسنا.. بينما نار الأسعار تلسعنا من الخلف.. وسكين الديون تضغط على صدورنا.. ناهيك عن أن جُلنا يحاول التكيف بكرامة لا تسمح لنا أن نعترف أننا وصلنا إلى الحضيض.

الأسئلة تتكرر.. لكنها اليوم تحمل ثقل التجربة والمرارة.. إلى متى سيبقى الحال هكذا؟!.. متى ستتوقف تلك الوعود الزائفة؟!.. لماذا لا نرى خطوات عملية تعيد لنا الأمل؟!.. متى سنكف عن الاستجداء من المستثمرين الذين يأتون لانتشالنا.. بينما نفعل كل ما بوسعنا لاستنزافهم بدلاً من تمكينهم؟!.. كيف لدول فقيرة الموارد أن تتفوق علينا بسنوات.. فقط لأنها استثمرت في عقولها.. بينما نحن ما زلنا نتغنى بإنجازات الماضي.. التي ساعدنا بها غيرنا؟!.

المسألة ليست فقط في الاقتصاد.. بل في كل تفاصيل حياتنا.. الفساد والمحسوبية لا يزالان يتسللان إلى عمق قراراتنا.. الرجل المناسب لا يزال في الظل.. محروماً من المكان الذي يستحقه.. ليبقى الأحق في الظل.. بينما يتقدم -في غالب الاحيان- من لا يستحق.. إنها حلقة مفرغة.. تأكل من طاقاتنا.. وتبدد آمالنا.. والأسئلة تتكاثر دون أن نجد لها إجابة.

أقولها لكم بوضوح.. وصرخة في آذان حكومتنا الجديدة.. وها قد نلتم ثقة سيد البلاد.. وستنالون ثقة مجلس النواب.. والذي هو الاقرب لنيض الشارع من المجالس السابقة.. نحن أبناء هذا الوطن.. نحب كل ذرة فيه.. نعيش ونتنفس على أرضه.. ونموت دفاعاً عنه.. لكن بالله عليكم.. لا تدفعونا إلى حافة اليأس.. لا تجعلونا نصل إلى "الطور" حيث لا عودة.. لا تتركونا نفقد الثقة في أن التغيير ممكن.. وأن هناك أمل في غدٍ أفضل.. فالفرصة الذهبية بين أيديكم.. والكل يراقب.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :