facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




شرق أوسط جديد بمفهوم نتنياهو !


كمال زكارنة
23-09-2024 02:42 PM

بداية دعونا نتفق على ان حكومة اسرائيل الحالية، والحكومات التي سبقتها والتي ستليها ، لا يمكن ان تتخذ قرارا سياسيا او عسكريا او امنيا ،ومهما كان شكله ونوعه وتوجهه، الا بموافقة مسبقة من الادارة الامريكية الحاضنة الرئيسية للكيان الغاصب.

اليوم يصرح نتنياهو علنا بأنه بدأ مشروع تغيير الشرق الاوسط نحو شرق اوسط جديد،وهذا يعني بكل وضوح تنفيذ المشروع الاحتلالي التاريخي في المنطقة، والذي يقوم على اساس التوسع والتمدد الاسرائيلي ،على حساب تغيير الخرائظ الجغرافية والديمغرافية في الشرق الاوسط لصالح الاحتلال، وجعل اسرائيل مركز الثقل السياسي والعسكري والامني والاقتصادي في المنطقة،ومنحها السيطرة المطلقة في جميع المجالات ، وكل ذلك بدعم امريكي مطلق ،منحاز بالكامل الى جانب الاحتلال الاسرائيلي والتوسع العدواني الاسرائيلي.

لقد بشر شمعون بيرس سابقا، بطروحات وافكار وخطط الشرق الاوسط الجديد، الذي يخدم مصالح ومشاريع الاحتلال، وخاصة المشروع الاحتلالي التاريخي في فلسطين التاريخية والمنطقة العربية.

يرى نتنياهو ان الفرصة في هذه المرحلة مواتية للكيان لتنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد،والبدء ببناء هذا المشروع عمليا ،لكن هذا يتطلب حسب مفهومه، ضرورة التخلص من المقاومة الفلسطينية في فلسطين ،والمقاومة اللبنانية في لبنان،وتفكيكها وتطويعها والغاء دورها العسكري والامني ،وتفريغها من مضامين المقاومة ،لأنه يرى فيها خطرا يتهدد الوجود الاسرائيلي ويعيق المشروع الاحتلالي الاستراتيجي في المنطقة ،وهو يسابق الزمن من اجل التخلص من المقاومة ،معتقدا انه بامكانه ان ينجز ذلك ،ويتفرغ لمشروع الشرق الاوسط الجديد.

لكن مشكلة نتنياهو انه عنيد وغبي في نفس الوقت ،ولا يريد ان يفهم ويعي، ان الوضع الراهن مختلف تماما عن وضع المنطقة في الستينات والسبعينات،عندما كانت اسرائيل تفعل ما تشاء دون عقاب او حساب.

اليوم توجد مقاومة تصل صواريخها الى كل متر مربع من مساحة فلسطين التاريخية المحتلة،وان غرفة نوم نتنياهو ليست محمية ولا محصنة من ضربات المقاومة الفلسطينية واللبنانية ،والكيان يواجه منذ بدء عدوانه العسكري على قطاع غزة، الذي يشارف انهاء عامه الاول،مقاومة عنيفة وشرسة ،تقاتله بأربع قذائف صنعهتا المقاومة ،وكبدته خسائر فادحة جدا جدا بالارواح والمعدات، وانهكت جيشه وحطمت اسطورته وهزأته ،ومنعته من تحقيق اي هدف او منجز على الارض حتى الان،رغم حرب الابادة التي يشنها على غزة والحصار المشدد المفروض على القطاع.

نتنياهو حتى الان مسكون بحتمية النصر المطلق ،وان اسرائيل لا يمكن ان يهزمها العرب،بينما الواقع عكس ما يعتقد ويفكر تماما.

الشرق الاوسط الجديد الذي يرنو اليه نتنياهو ،بدعم امريكي كامل ومطلق ،يبدأ بضم الضفة الغربية للكيان ،ومن ثم الترحيل والتهجير للشعب الفلسطيني،يتبع ذلك ضم اراضي عربية للكيان ،وتوسع اسرائيلي جغرافي على حساب دول عربية ،وبعدها تبدأ السيطرة الاقتصادية والامنية الاسرائيلية بدعم امريكي على المنطقة.

صفقة القرن التي جاء بها ترامب ،كانت البداية والخطوة الاولي في عملية تشكيل الشرق الاوسط الجديد الذي يريدونه،وقاموا بعقد المؤتمرات الاقتصادية والاستثمارية وبناء المشاريع في الهواء ،وفرض التطبيع مع الكيان جبريا ،واقامة علاقات معه والانفتاح عليه ،كل ذلك كان بدايات مشروع الشرق الاوسط الجديد.

عندما يعيد نتنياهو الحديث عن الشرق الاوسط الجديد،فانه يراهن على عودة ترامب رئيسا للولايات المتحدة الامريكية بعد اربعة اشهر ،وانه سيفرض صفقة القرن والتطبيع على دول المنطقة بالقوة،وسوف يوسع حدود اسرائيل،التي ليس لها حدود حتى الان ولا دستور ولا خارطة نهائية.

الاسابيع والاشهر القادمة تحمل الكثير من المتغيرات والمفاجآت ،وعلى الجميع ان يكونوا على استعداد وجهوزية لمواجهة التحديات والتصدي لها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :