في بوخارست كان ضياعي الاول المدينة تعج بالحياة، شعرت بالضياع في محطة القطار. اللغة الرومانية كانت غريبة بالنسبة لي، وكأنها تردد صدى الماضي الذي لا أفهمه. كانت المحطة مليئة بالمسافرين، والأصوات تتداخل في حوار غير مفهوم.

استغرقت لحظات في محاولة فهم اللوحات الإرشادية. كنت أشعر بالقلق والتوتر، حتى جاءني طالب عربي، يحمل ابتسامة ودودة. قال لي: "لا تقلق، سأساعدك." أخبرني أن القطار المتجه إلى ياش سيغادر في الثانية ليلاً.

بدا لي الأمر مريحاً، لكنني شعرت أيضاً بعبء الانتظار. لم يكن لدي خيار سوى استكشاف المحطة. لاحظت كيف تندمج الثقافات في بوخارست؛ رائحة القهوة الطازجة تملأ الأجواء، وأصوات الموسيقى الحية تعزف في زوايا المكان.

مع مرور الوقت، بدأ القطار بالاقتراب. شعرت بمزيج من الحماس والقلق وكنت قد قرأت عن تشوشيسكو . كانت تلك الرحلة متعبة، لكنها كانت تجربة ممتعة أيضاً، إذ عرفت أن الضياع في مكان جديد يمكن أن يكون فرصة للاكتشاف.