facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




أحلام و أصنام


فيصل سلايطة
22-09-2024 07:13 PM

زرت مُتحف اللوفر في أبو ظبي مرتين ، كان عنوان الزيارة الاولى " الفضول" ، عند البوابة التي نبدأ منها الرحلة إلى داخل المتحف ، كانت تماثيل غريبة الشكل غير مألوفة تنتصب كمن يقول للزوّار "أهلا و سهلا" ...

تماثيل "عين غزال" ، ما هذه التماثيل؟ لم أكن ضليعا بها ، لكنّي انجذبت لها ، فموقعها مميز و يزيد الفضول أكثر، لمن هذه الهياكل البشرية؟ لمن هذه التوائم الملتصقة ، لمن هذه العيون الواسعة يا ترى؟ اقتربت أكثر و تفاجأت أكثر و أكثر...

"تمثال ضخم ذو رأسين ، الاردن ، عين غزال حوالي ٦٥٠٠ سنة قبل الميلاد " كانت هذه البطاقة التعريفية للتماثيل، وقفت عدة دقائق اتأمل ، كيف للتوّ فقط أتعرّف عليها! كيف نحَت و شكّل بشر قبل حوالي ٩٠٠٠ هذه التماثيل !

ابتسمت ...نعم هذه أرضنا ، أرض التاريخ و الحضارات..كيف لا ندرسها و نحفظها عن ظهر قلب؟ يا لجهلي لو سألني أحدهم ما هذه التماثيل و أنا كالابله لا أعلم ما هي و من أي هي!

أتت الزيارة الثانية و كان الفضول قد أُستبدل بالاشتياق ، الاشتياق للتركيز في التماثيل أكثر ، للتمعّن بتفاصيلها ، قد يكون الانتماء قد غلب شعوري، فالمتحف الرائع التي اقامته الامارات ببراعة، يعج بالقطع الاثرية و النادرة ، لكنّ تماثيل عين غزال هي الاقرب لي ، هي من وطني ، من الأردن.

اليوم يخرج بعض الجهلة ، عاشقي ضجيج السيوف لا رهبة الذهول و الابداع ، لينعتوا هذه التماثيل "بالاصنام" مكفرين من ينوي تدريسها للأجيال ، هذه الاصنام التي تتمنّى دول أنها خرجت من أرضها ، و قد تصل إلى حدّ الاحلام... لا أدري أيّ مستوى من الجهل قد وصل إليه بعض البشر؟

" و للبعض" ماذا تريدون للمناهج أن تتضمن؟ هل تريدون جيلا متدينا غير مثقف؟ يستطيع أن يُجرّ لانفاق مظلمة دون رادع ثقافي؟ دون محفظة فكرية معرفية مختلفة؟

يرقصون في الشارع ، في مدرجات المباريات ، يحملون صور اللاعبين ، يضعونها على صفحاتهم ، يختلفون في نتائج المباريات إلى حد العِراك ، ثم ببلاهة يقولون...لا نريد مناهج فن و موسيقى...

كيف سيبنى الجيل و البعض يريدنا أن نعود للوراء ، يشدّنا بالفكر المُستهلك و التجارة بالتديّن الزائف...فما بين الاصنام و الاحلام...سقطت كثير من العقول.. فسقطنا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :