العرموطي يحاضر عن موسوعة عمان أيام زمان في اتحاد الكتاب
22-09-2024 01:41 PM
عمون - ضمن نشاطات اللجنة الثقافية في اتحاد الكتاب والأدباء الاردنيين و وسط حضور مميز من الادباء والكتاب والمؤرخين والاعلاميين و بحضور رئيس الاتحاد الشاعر عليان العدوان وجمع من أعضاء الهيئتين الإدارية والعامة.
وألقى المؤرخ الأردني الاستاذ عمر العرموطي محاضرة شيقة حول عمَّان وتاريخها العريق في قاعة روكس العزيزي في الاتحاد، وقد قدم المحاضر وأدار المحاضرة الشاعر عدنان السعودي والقى قصيدة بعمان ومقدمة تليق بالمحاضرة . والتي جاءت تحت عنوان "عمَّان أيام زمان"، وهي جزء من سلسلة محاضرات تسلط الضوء على موسوعة العرموطي الشهيرة التي تحمل نفس الاسم.
وافتتح العرموطي محاضرته بتوجيه تحية إلى عمَّان، العاصمة التي يصفها بـ "سيدة الجميلات وسيدة العواصم".
موسوعة عمَّان أيام زمان: إنجاز أردني غير مسبوق
تحدث العرموطي بفخر عن موسوعته والتي وصفها بأنها أحد أهم الإنجازات التاريخية في العالم العربي. الموسوعة التي تتألف من 19 مجلداً في 12 جزءاً، بمجموع صفحات يتجاوز 10,000 صفحة، لتغطي تاريخ العاصمة الأردنية من جوانبها المختلفة: الأحياء، العائلات، الشخصيات، وحتى أهم الأحداث والمعالم. واستغرق العمل على هذه الموسوعة حوالي 15 عاماً من البحث المتواصل ليلاً ونهاراً، ما جعلها مرجعاً شاملاً لكل من يرغب في معرفة تفاصيل عن عمَّان وتاريخها.
وأشار العرموطي إلى أن الموسوعة لم تترك شاردة ولا واردة عن العاصمة إلا وذكرتها مما يجعلها دليلاً موثوقاً للمؤرخين والباحثين. وقد شدد على أهمية الاستمرار في إصدار أجزاء جديدة تتناول شخصيات وأحياء لم تتطرق لها الأجزاء السابقة، وهو ما يعطي الموسوعة ميزة التجدد والشمول.
وفي نداء إلى أمانة عمَّان قال: "توقفوا عن بناء المولات"
حيث وجه العرموطي رسالة قوية إلى أمانة عمَّان، منتقداً سياسة منح التراخيص لبناء المولات التجارية داخل الأحياء السكنية في العاصمة. وأوضح أن هذه المولات تتسبب بشكل مباشر في أزمات السير الخانقة حولها، واقترح أن يتم بناء المولات على أطراف المدينة، مثل طريق المطار أو الأوتوستراد بعد منطقة ماركا.
واستشهد العرموطي بأمثلة واضحة عن تأثير هذه المولات على حركة المرور، داعياً الجمهور للتحقق من كلامه بزيارة تلك المواقع في أوقات مختلفة من اليوم.
وأكد أنه رغم التحذيرات المتكررة على مدى العقود الأخيرة، لا تزال الأمانة تمنح تصاريح لمشاريع جديدة داخل المدينة، مما يزيد من تفاقم المشكلة.
وتاريخها وتطورها الحضري.
واستعرض المؤرخ العرموطي تاريخ عمَّان منذ تأسيسها كعاصمة للعمونيين على جبل القلعة في عام 1200 قبل الميلاد، مروراً بمراحلها التاريخية المختلفة تحت حكم البطالسة والرومان والعرب المسلمين. وأشار إلى أن عمَّان، التي كانت تُعرف بفيلادلفيا في زمن الإغريق، شهدت هزات أرضية وأوبئة أدت إلى نزوح سكانها لفترة من الزمن.
كما تحدث عن أهمية سيل عمَّان في اختيار المدينة كعاصمة للدولة الأردنية الهاشمية، حيث بُنيت معظم عواصم العالم القديم بجانب الأنهار.
وأضاف أن السيل كان يُعرف بنهر عمَّان، لكن جفافه وسقف السيل الحديث أديا إلى فقدان المدينة لأحد أهم معالمها.
وعن هجرات الشعوب إلى عمَّان سلط الضوء على هجرات الشعوب إلى عمَّان عبر التاريخ، حيث كانت المدينة محطة استقرار للعديد من القبائل والشعوب القادمة من مختلف أنحاء المنطقة. وأشار إلى أن أولى الهجرات الكبرى كانت بعد تأسيس إمارة شرق الأردن، حيث توافدت إلى عمَّان عشائر وعائلات من مناطق متعددة، مثل الكرك والسلط وإربد والطفيلة، بالإضافة إلى المهاجرين من فلسطين بعد نكبة 1948 ونكسة 1967.
وأضاف العرموطي أن هذه الهجرات ساهمت بشكل كبير في تنوع التركيبة السكانية لعمان، ما أعطاها طابعاً فريداً يجمع بين الأصالة والحداثة، وبين الريف والحضر. وقد نتج عن هذا التنوع الثقافي والاجتماعي نشوء أحياء سكنية متعددة ومتنوعة في طابعها، مثل حي جبل اللويبدة، جبل الحسين، وجبل التاج.
تناول العرموطي في محاضرته بعض التحديات التي تواجهها العاصمة في الوقت الحاضر، وعلى رأسها التوسع العمراني العشوائي والازدحام المروري الكبير. وأكد أن الحلول تكمن في التخطيط العمراني المستدام والابتعاد عن السياسات التي تزيد من تكدس السكان في وسط المدينة.
كما أشار إلى أن التحديات البيئية، مثل تلوث الهواء ونقص المساحات الخضراء، تتطلب وقفة جادة من الجهات المعنية.
واقترح إعادة تأهيل بعض المساحات التاريخية وتحويلها إلى حدائق عامة ومتنزهات، لتكون متنفساً لسكان المدينة وتعيد إحياء تاريخها العريق.
اختتم العرموطي محاضرته بدعوة للجميع، سواء أكانوا مواطنين أو مسؤولين، للحفاظ على تراث عمَّان وتاريخها العريق.
وأكد أن الاهتمام بالموروث الثقافي للمدينة لا يقتصر على المؤرخين فقط، بل هو مسؤولية جماعية لكل من يعيش فيها.
وشدد على أهمية توثيق المزيد من الأحداث والشخصيات التي شكلت تاريخ عمَّان، بهدف توريث هذه المعرفة للأجيال القادمة، وضمان أن تبقى العاصمة الأردنية محط اهتمام وفخر لكل من ينتمي إليها.
نالت المحاضرة إعجاب الحضور الذين أبدوا تفاعلهم الكبير مع العرموطي وأفكاره، حيث أُعربت أمنياتهم بأن تُعقد المزيد من مثل هذه اللقاءات التي تسلط الضوء على تاريخ الأردن وعواصمه.
وفي نهاية المحاضرة، قدم العرموطي موسوعته اهداء لرئيس الاتحاد وقدم العدوان أيضا شهادتي تقدير للمحاضر العرموطي ومدير ومقدم المحاضرة السعودي تقديرا لهما وعلى جهودهما الكبيرة .