"المعارضة البرلمانية" تحت مظلة التاج والعلم
حنين البيطار
22-09-2024 12:24 AM
وضوح الرؤية عند القيادة السياسية الأردنية وعبر المئوية الأولى وصولاً الى الثانية كانت حقيقة واضحة عبر رؤى سياسية الى أن أكدها دستور الملك طلال بان نظام الحكم الأردني نيابي ملكي وراثي وكانت حضارية ومجتمعية ، جعلت البلاد تحيا في إيمان جديد ، ويريد بعزمه المؤمن أن يتجسد في حياة جديدة ،، كان هنا التاريخ .
اليوم نصل الى الحاضر ومع أنتهاء الفرح الأردني بفوز نواب المجلس العشرين ، وما رافقهُ من ملاحظات بارزة وواضحة تعمل بالعلن ومنقولة مباشرة على التلفزيون الأردني بكل الوضوح والمهنية والحرفية وعلى مدى ٤٨ ساعة متواصلة ، ولم يغب عن بالنا دور أذاعة المملكة الأردنية التي كانت عبر نشأتها أول العشق عند الأردنيين ، وكانت السيف والترس دفاعاً عن الوطن عند أي عارض .
الهيئة المستقلة للأنتخاب قادت العملية الأنتخابية بكل تفاصيلها بكبرٍ وحرفية ومتابعة ادق التفاصيل رغم أنها كانت فضفاضة جداً لأن الحقائق الوطنية والأجتماعية ليست حقائق حسابية ورياضية ، وأنما وفق إيمان صوفي يمارس عملهُ بالعلن وبعيداً عن الحلقات المغلقة ، فحققت أنتصارها المجتمعي الكامل بكوادرها المُنظمة .
لم أسمع أحداً يقول أن الأنتخابات تم التدخل فيها من أي جهة ما ، أو أنها مزورة على الإطلاق كما كنا نسمع في إنتخابات نيابية سابقة ، بل كانت محوراً للحديث عن الشفافية والنزاهة ، بعيداً عن الطقوس المغلقة يقودها ذات أردني وقامة سياسية وقانونية هو معالي موسى المعايطة وفريقهُ المُنسجم مع الرؤية الوطنية .
وها هي النتائج المعلنة بعيداً عن كتلٍ وأحزاب ، طالب التحديث السياسي عن أعلانها ودعمها في الدائرة المحلية والدائرة الوطنية وخصص لها ٤١ مقعداً في البرلمان العتيد القادم .
أستغرب الحديث عن حزب جبهة العمل الإسلامي بانها ثلث المجلس أو ربعهُ أو يزيد لأن هناك أحزاب وكتل أخرى تقترب من ثقل هذا الحزب ، وهذا ما أوجب تعديل قانون الأنتخاب مع التركيز على الحياة الحزبية ،، ومع كل ذلك لم يتحدث أحد عن كتلة المرأة في النتائج النهائية والتي حصلت على ٢٧ مقعداً .
ألم يتحدث القانون عن الشباب باعمار أقل من ٣٧ عاماً للرجال والنساء .. ونُطمئن أصحاب الحسابات بان أي معارضة برلمانية في مجلسنا الجديد تكون تحت "مظلة التاج والعلم الأردني" .
لنخرج من الدائرة الوطنية ونتابع مسألة أكثر خطورة وهي ما يجري في الأقليم من عدوان اسرائيلي على فلسطين وسوريا والعراق ومصر واليمن ، وما يرافق ذلك من أنتخابات في أمريكا يتنافس الفريقان بتقديم الدعم العسكري والمالي لاسرائيل وحقها في الدفاع عن النفس ، والأكثر سخرية " معاداة السامية " وتوسيع مساحة أسرائيل .
وقبل أن نصل الى النتائج لنتريث قليلاً حتى نستمع الى ما يقولهُ سيد البلاد في خطاب العرش الذي يحدد الدور الأردني داخلياً واقليمياً ودولياً لأن ما يجب أن يناقشهُ البرلمان هو الوعي الشامل تجاه جميع قضايانا المصيرية ، والأطلاع على المد الغربي الجديد الذي تُفشل أجزاء منه تحرك الجامعات والشعوب الأجنبية ضد دولها ورفعها العلم والكوفية الفلسطينية .
ختام في بريطانيا العظمى حكومتان واحدة في عشرة داوننغ ستريت والأخرى حكومة الظل أليس من حق مرشحينا الذين لم يخالفهم الحظ بالنجاح أن يكونوا نواب الظل لأن نتائج أصواتهم بمئات الآلاف تكاد تقترب من أصوات الناجحين .