facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الجاسوسية: تطور مذهل خلال 30 عامًا .. ماذا عن اليوم؟


م. وائل سامي السماعين
22-09-2024 12:23 AM

قبل ثلاثين عامًا، كنت في زيارة لمدينة لندن، وشد انتباهي وجود محال تجارية متخصصة في بيع أجهزة الجاسوسية، أو ما يعرف بـ"Spy Shops". بدافع الفضول، قررت زيارة بعضها، وذهلت من التكنولوجيا المتاحة للبيع في ذلك الوقت. كان من يملك القدرة المالية يستطيع اقتناء أي جهاز يرغب به. ومن بين الأجهزة التي لفتت انتباهي حينها، جهاز مزود ببرمجية خاصة، كان ثمنه 12,000 جنيه إسترليني، ويمكن من خلاله الدخول إلى أي شبكة اتصالات في العالم، بما في ذلك الأردن، حيث يمكنك التصنت على أي مكالمة هاتفية من منزلك.

كما تلقيت دعوة لحضور معرض للصناعات العسكرية، وكانت من بين المعروضات الأجهزة العسكرية الإسرائيلية. من بين تلك الأجهزة منظار متطور يمكنك من خلاله مشاهدة وسماع محادثة بين شخصين على بعد كيلومترين. كما كانت هناك أجهزة تصنت تتيح سماع الحديث داخل المنازل. وأخبرني البعض حينها أن إسرائيل تسيطر على نحو 70% من الفضاء الإلكتروني في العالم العربي، مما يعني أن ما يتم التخطيط له كان مسموعًا ومعروفًا لديهم. هذا كان قبل ثلاثين عامًا، فما بالك اليوم؟.

اليوم، أصبحت التكنولوجيا أكثر تطورًا وتعقيدًا. أجهزة التلفاز، على سبيل المثال، تحولت إلى كاميرات منزلية ولاقطات صوتية لما يدور في المنازل، بينما باتت الهواتف الذكية والتطبيقات المستخدمة عليها كالظل الذي يرافقنا في كل مكان. الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح يؤثر في كل جوانب الحياة، يُستخدم للتعرف على الوجوه، وتحليل أذواق المستهلكين، بل وحتى التأثير على توجهات الناخبين وتوجيه آرائهم الانتخابية. هذا الذكاء الاصطناعي أصبح عنصرًا رئيسيًا في قيادة السيارات الذاتية وأيضًا في جميع أجهزة التجسس الحديثة.

الاختراق الأخير لحزب الله وتفجيرات اجهزة البيجر والواكي توكي والاغتيلات المتعددة هي مثال واضح على الخليط بين الجاسوسية التقليدية والاختراق التقني. من دون هذا المزيج، لما كانت اجهزة الاستخبارات الإسرائيلية قادرة على تحقيق تلك الإنجازات المتكررة في الشهور الأخيرة.

هذا يقودني للحديث عن عملية السابع من أكتوبر التي نفذ تها عناصر من حماس. السؤال الذي يطرح نفسه: هل فوجئت إسرائيل حقًا بتلك العملية، أم أن الأمر الأكثر واقعية للتصديق هو أنها كانت على علم مسبق بالتحضيرات وتركته ليحدث لتجد مبررًا لهجومها على قطاع غزة للقضاء على حماس التي اصبحت هاجسا لاسرائيل وكذلك على ايران وحزب الله .

في خضم هذه التطورات، يصبح الأمن السيبراني ضرورة ملحة لأي دولة أو مؤسسة. في الأردن، يجب أن نولي حماية أمننا السيبراني اهتمامًا بالغًا، حتى نتجنب الاختراقات التي قد تلحق أضرارًا جسيمة باقتصادنا وأمننا الوطني.

waelsamain@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :