تضامن عربي: وثيقة نابلسية عمرها 80 عاماً
11-08-2007 03:00 AM
ثمانون عاما كاملة مضت على وقوع كارثة الزلزال الذي ضرب فلسطين يوم 11 / 8 / 1927 وأصاب مدينة نابلس ما أصابها ، وقد بنيت عرائش متواضعة في جنوب شرق المدينة لإيواء من ُنكب نتيجة لذلك وسميت حارة المنكوبين . وقد عثرت على صورة رسالة تلقاها سليمان طوقان رئيس بلدية نابلس بتاريخ 24 / 8 / 1927 ، أي بعد نحو أسبوعين من وقوع الكارثة ، من رئيس بلدية حماة السورية ، وأحب أن أنقل النص الحرفي للرسالة :
من حماة ( سوريا ) إلى نابلس
سعادة رئيس بلدية نابلس سليمان بك طوقان المحترم !
السلام عليكم ورحمة الله :
وبعد فإن ما أصاب شقيقتنا الحبيبة فلسطين من ويلات الزلزال أدمت قلوبنا وأسالت مدامعنا فالحزن شامل والأسى عظيم ولقد كان من الواجب المحتم علينا أن نسارع إلى مد يد المعونة والمواساة لها تخفيفا لمصابها غير أن الضيق الآخذ بخناق البلاد والمصائب المتوالية التي انتابتنا هذه السنوات بدون انقطاع جعلت عملنا بطيئا رغم ما في القلوب من حسرات وما في الصدور من حب وعطف ولقد تمكنا ، أن نجمع مبلغا هو في الحقيقة زهيد جدا ولكنه جهد المستطيع ولقد قدمناه لفضيلة الحاج أمين أفندي الحسيني صكا على المصرف العثماني وقدره 73 ليرة مصرية ليوزع بمعرفته على المنكوبين في فلسطين فالرجا أن تحرروا لفضيلته وتطلبوا ما خص مدينتكم مع قبول معذرتنا على ضئالة المبلغ المتقدم . هذا وبالختام تفضلو بقبول فائق تحياتي سيدي .
24 آب سنة 927 رئيس البلدية .
كم كنت عظيما يا وطني العربي ، كم كنت كريما ، وكم كنت صادقا ، لم تبخل على أي أخ بمساعدة أو تمّن عليه ، و ما قدرت عليه ، واعتذرت عن التقصير وما كنت مقصرا . أتذكر وأنا أقرأ كلمات رسالة رئيس بلدية حماه ما قاله أخ عربي ضرب زلزال مماثل بلاده منذ سنوات قليلة : كان زلزال التغطية الإعلامية لبعض الأشقاء العرب حول مساعداتهم ، ومِنتهم على بلادي أشد إيلاما من الزلزال نفسه !! .
haniazizi@yahoo.com