ما أحوجنا لحكمة الرفاعي وسماحة عربيات ورجاحة الأزايدة
فايز الماضي
22-09-2024 12:15 AM
العسكريون عادةً لايتركون أُمورهم للصدفة ....ولا يؤمنون بضرب الرمال .ولا بحكايا التبصير والحظ والنجوم ...لكنهم ....يُفكرون ويُخططون....ويأخذون بالاسباب .....ويعملون ...ومن ثم يرفعون أكفهم بالدعاء .....وأجزم ان دولة الرئيس قد استلهم من خدمته العسكرية الرمزية الكثير ... وقليلون ..هم الرؤساء ... الذين حملوا السلاح ...وشاركوا في خدمة العلم ....وتدربوا في ميادين الجندية والرجولة والبطولة... ولفحت وجوههم الشمس...في مراكز تدريب قواتنا المسلحة الاردنية الباسلة...ولعل هذه الميزة ...التي قد حظي بها دولته دون غيره من أقرانه الرؤساء ...قد كان لها اثرها العميق في بناء وصقل شخصيته وتربيته العصامية والوطنية والإنسانية.
وفي كل مواقع الدولة التي عمل بها....انعكس عن هذه النشأة الوطنية المبكرة ... عطاءاً دون منة....واخلاصاً دون حدود ... وإيماناً عميقاً بأن الإنضباط والعمل المخلص والجاد ...هما ذخيرة هذا الوطن..ورواكز مستقبله ..ومستقبل أجياله القادمه.
ولإيمان دولة الرئيس بتراكمية العمل الوطني ...كان واضحاً اشارة دولته الى أن حكومته ستبني على ما أُنجز في عهد الحكومة السابقة ...وأنها ستواصل في عهدها العمل وبكل عزمٍ وهمةٍ واصرار لإستكمال مراحل التحديث السياسي والاقتصادي والاداري .إضافةً الى دعوته العاجلة لعقد خلوة حكومية تُرسمُ فيها ملامح خطة عمل الحكومة للايام المقبلة..ووفق سُبلِ رقابةٍ ومُساءلةٍ ومتابعةٍ.. تهدف الى الوصول الى الأهداف المرسومة والمخطط لها..بشكل واضحٍ ودقيق.
ولاشك أنه وبحكم إطلالة دولة الرئيس العميقة على مستجدات المشهد السياسي..محلياً وإقليمياً ودولياً ..ومن خلال موقعه وخبرته الطويلة في مطبخ صناعة القرار ...فإنه يؤمن إيماناً حتمياً بأهمية بناء التشاركية الوطنية الفاعلة مابين السلطتين التنفيذية والتشريعية ...خدمة لقرارنا الوطني ...وحماية لمصالح الدولة الاردنية داخلياً وخارجياً.
وبدخول البلاد مُعترك حياةٍ حزبيةٍ وسياسيةٍ غير مسبوقة ....وكمُخرجٍ من مخرجات خطة التحديث السياسي ..بعد إجراء انتخاباتٍ برلمانية ..شكّلت بنزاهتها علامةً فارقةً في تاريخنا السياسي ....وشهد لها العالم ...يُسجل لدولة الرئيس مبادرته ..وبُعيد تكليفه ...حرصه الشديد على التواصل المُبكر مع أعضاء مجلس الأُمة بشقيه النواب والأعيان ...لإيمانه بأنهم هم الشريك الأساس ..وأنهم هم السند والرديف في العملية السياسية التي تشهدها البلاد ...وأنهم هم الرافعة الأمتن والأصلب ..من روافع بناء هذا الوطن الأعز والاغلى.
ومن المهم هنا أن يعي الجميع بأن مخرجات الانتخابات البرلمانية الأخيرة..لم تأت ابداً بكسرِ إرادة الدولة أو ليِّ يدِها ... إنما هي نِتاجُ إرادةٍ هاشميةٍ صلبةٍ ..وعز نظيرها ....صدعت لها الدولة وبكل أدواتها ...فمكنت مايزيد عن مائةٍ وأربعة نوابٍ حزبيين من الوصول الى قبة البرلمان.. الأمر الذي يؤملُ منه أن يشكل إضافةً نوعيةً لحراكنا السياسي في أروقة مجلس الأُمة العتيد ...والأملُ ينعقدُ على الحُكماء والعُقلاء من قادة العمل السياسي...في هذا الوطن وعلى اختلاف مشاربهم...وفي مقدمتهم نواب الحركة الاسلامية .في إثراء هذه التجربة وتجويدها وحمايتها ....فهذا الوطن يتسع للجميع ....وساحة البرلمان لم تكن ابداً ساحةً للمناكفةِ أو المشاكسةِ أو المغالبة ...بل هي ساحةً للحوار العاقل والراشد والهادئ والرزين ...وهذا الوطن وقيادته وشعبه وجيشه .. وأمنه . لايُزاودُ على مواقفهم من قضايا الأُمة كائناً من كان ..وهي دعوةً لنا جميعاً ...أن نقرأ في سفر السابقين واللاحقين الصادقين ..من ...رجالات هذا الوطن ....فنتعلم من مدرسة الراحل الرفاعي أدب النقد والحوار ...ونستنبط من العلامة الراشد ..والسياسي البارع عبداللطيف عربيات معنى المواطنة الصادقة المخلصة....ونقرأ في سيرة الداعية المُلهِم أحمد الازايدة عن أدب الدعوة .