حققت القضية الفلسطينية نصرًا سياسيًا ودبلوماسيًا وحقوقيًا وإعلاميًا ومعنويًا هائلًا، بصدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 124 صوتًا، المطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني، وتفكيك المستوطنات ومنظومتها غير القانونية وجدار الفصل العنصري، وإجلاء جميع المستوطنين من الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967، بما فيها القدس المحتلة، وذلك خلال 12 شهرًا.
تعلم دولُ العالم وشعوبُه، درجة احتقار الكيان الإسرائيلي التوسعي، العالية جدًا، لقرارات الشرعية الدولية، ورفضه المتواصل لها، كما وقع لهذا القرار الأممي!.
إن شيفرة الكيان التوسعي الإسرائيلي، العلنية غير السرية، هي الإفلات الدائم من المساءلة، والإفلات الدائم من العقاب، بسبب الدعم الأميركي المطلق، المنطلق من الإعلام الاسرائيلي ومن موقف الحركة الإنجيلية المسيحية الأميركية، الداعمة للكيان الإسرائيلي بلا حدود، لمعتقدات خرافية بدائية هزيلة.
لا بد أن يغير العالم النزيه، وسائل ضغطه، وأن يبحث عن وسائل ضغط مؤثرة، تجعل لمواقفه تأثيرًا ضد الظلم والعدوان والاستعمار.
لقد بات منتظرًا من الدول المؤمنة بحقوق الشعب العربي الفلسطيني العادلة، وبالعدل والحق والخير، ان تجد صيغًا جديدة، تجعل إسرائيل تحسب أن إمعانها في نهجها الإرهابي الإجرامي، بات مكلفًا وموجعًا.
لقد جربت الدول أسلوبًا موجعًا مع حكومة الفصل العنصري لجمهورية جنوب أفريقيا، أكرهتها على التراجع عن نهجها الدموي، وعلى الامتثال لشروط المصالحة الوطنية التي تحققت وأطاحت بالحكم الدموي العنصري البغيض.
طبقت دول العالم الحر، ضد جمهورية جنوب أفريقيا العنصرية، سلاح العقوبات الاقتصادية، والمقاطعة المتعددة الأوجه: الأكاديمية، والدبلوماسية، والثقافية، والإعلامية، والعسكرية، وتم حظر بيع السلاح لها، مما أسفر آخر النهار عن إبرام المصالحة الوطنية وعن إنهاء نظام «الأبارتايد» عام 1991، الذي طوى المناضل الأممي الكبير نيلسون مانديلا صفحته الأخيرة، مخلفًا نظام الفصل العنصري الإسرائيلي وحيدًا !!
وللعلم فإن الكيان العنصري الإسرائيلي كان من الدول القلائل التي ظلت تتعامل مع نظام التمييز العنصري الجنوب أفريقي إلى أن سقط.
"الدستور"