يعد مركز السنكروترون (SESAME) منشأة أردنية علمية متطورة، جاءت في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وتمثل إنجازًا بارزًا في مجال البحث العلمي في منطقة الشرق الأوسط. تأسس المركز بمبادرة من اليونسكو في عام 1999، وافتتح رسميًا في عام 2017، ويهدف إلى تعزيز التعاون العلمي بين الدول الأعضاء التي تشمل مصر، إيران، الأردن، فلسطين، باكستان، وتركيا، بالإضافة إلى مجموعة من الدول المراقبة مثل الولايات المتحدة وكندا.

الإنجازات والتطبيقات:
يضم SESAME ثمانية خطوط شعاعية (Beamlines) متخصصة في مجالات متعددة مثل علم المواد، الطب، والتراث الثقافي. هذه الخطوط تشمل تقنيات مثل الأشعة السينية الممتصة (XAFS) والأشعة تحت الحمراء (IR) والحيود بالأشعة السينية (XRD)، مما يتيح للباحثين إجراء تجارب متقدمة في تشخيص الأمراض وتحليل المواد الأثرية.

خلال فترة رئاسة الدكتور خالد طوقان لهيئة الطاقة الذرية الأردنية، حقق مركز السنكترون في الشرق الأوسط إنجازات بارزة. يُعتبر هذا المركز، الذي يُعد أول مسرع إلكتروني من الجيل الثالث في المنطقة، نقطة محورية للبحث العلمي والتطبيقات العملية في مجالات متعددة، بما في ذلك العلوم الطبية والبيئية.

إنجازات مركز السنكترون
تطوير البحوث العلمية: يوفر المركز منصة متقدمة للباحثين من مختلف الدول العربية، مما يعزز التعاون الإقليمي في مجال العلوم.

إنتاج النظائر الطبية: يُستخدم المفاعل النووي الأردني لإنتاج النظائر المشعة، مما يسهم في تحسين الخدمات الصحية والعلاجية.

التدريب والتأهيل: أُنشئ المركز كجزء من رؤية وطنية لتدريب المهندسين والمختصين في مجالات الهندسة النووية.

كانت بداية معرفتي بهذا الصرح العلمي الواعد خلال دراستي للماجستير، و خلال دراستي للدكتوراة في المعهد الدولي لبحوث المواد الذكية التابع للجامعة الفيدرالية الجنوبية وفي أول اجتماع جمعني مع رئيس المعهد، سألني من أي دولة أتيت، فأجبت بأنه من الأردن. عندها قال: "الأردن حيث SESAME"، وذكر لي الكثير عن هذا الصرح.

كما نصحني العديد من زملاء الدراسة أن أكون أحد المستخدمين في هذا الصرح عن طريق التسجيل في موقعهم الإلكتروني لاستكشاف الفرص المتاحة لقياس العينات والمشاركة في الدورات والمؤتمرات. اكتشفت أن هذا الصرح يمثل نافذة إلى العالم، حيث يربط الأردن بالعديد من العلوم والتطبيقات مع مؤسسات عالمية مثل السنكترون الأوروبي.

قبل فترة قصيرة، تم قبول عرض للمجموعه البحثية التي أعمل معها مكونه من باحثين من الهند وروسيا وكولومبيا لإجراء دراسة و قياس عينات بالاشعه التشخيصية في شهر نوفمبر . كأردنية وباحثة في علوم المواد وتشخيص البنى النانوية، أعتبر SESAME بوجود الدكتور خالد طوقان مدعاة للفخر، حيث يمثل واجهة للباحثين مع التطورات المستمرة والعمل الجاد.

أشكر منتدى الابتكار والتنمية الأردني الذي أسسه البروفيسور محمد الفرجات، والذي يشجع الشباب على تعزيز سبل الابتكار لدفع عجلة التنمية في المملكة، وقد صغت المقال أعلاه لإلقاء الضوء على الإنجازات الوطنية العلمية والبحثية التي يركز عليها المنتدى.