رداً على خميس عطية بحق الرئيس جعفر حسان
السفير الدكتور موفق العجلوني
21-09-2024 03:53 PM
لقد فاجأني حقيقة هجوم عضو مجلس النواب عن حزب إرادة سعادة النائب خميس عطية على دولة الرئيس الدكتور جعفر حسان، و الذي تشرفت يوم امس بتقديم التهنئة لدولته و لأصحاب المعالي الوزراء، وكنت أتوقع ان التقي يوم امس بأصحاب السعادة أعضاء مجلس النواب العشرين وهم يقدمون التهنئة لدولة الرئيس جعفر حسان وأصحاب المعالي الوزراء. ولم أكن أتوقع اطلاقاً هجوماً من نائب مخضرم مثل خميس عطية سعادة والذي أكن له كل تقدير واحترام ان يبادر بالهجوم على دولة الرئيس وفي اليوم الاول من توليه موقعه، منطلقاِ او مدعياً من وجود تقاليد برلمانية مترسخة منذ عقود !! وهي المشاورات التي يجريها رئيس الحكومة مع الكتل النيابية، عبر اجراء حوار معمق بينهم خلال لقاءات جماعية وليس عبر الهاتف، منتقدا بذلك قيام رئيس الحكومة بالتواصل عبر الهاتف مع بعض اعضاء المجلس بدل عقد لقاءات معهم.
حقيقة لم أجد لا مبرراِ ولا سبباً منطقياً لهذا الهجوم، واين هي التقاليد البرلمانية التي يتحدث عنها والمترسخة منذ عقود ..!!! واستغرب ان لقاء قناة المملكة التي عرفناها متوازنة في حواراتها ولم يكن متوازناً. كيف يتم سماع وجهة نظر من سعادة النائب دون الرد عليه : إن المرحلة الحالية تتطلب تعزيز الحوار المؤسسي بين الكتل والحكومة، لافتا إلى رغبة الكتل الحزبية بالحوار مع الحكومة على أساس البرامج..هل عقدت الحكومة جلساتها للتو ..!!!!
هل يريد سعادة النائب المخضرم ان يجلس الرئيس والحكومة من اول يوم تشكيلها مع أعضاء مجلس النواب الـ 138!! اذا كان الحكومة سوف تقدم بيانها الوزاري خلال شهر من انعقاد مجلس النواب لنيل الثقة، هل يتطلب من الرئيس الجلوس مع النواب قبل انعقاد اول جلسة لمجلس الوزراء ..!!! هل يرغب سعادة النائب ان يتواصل معه دولة الرئيس بشكل شخصي، هل سبق وان طلب نفس الطلب مع رؤساء الوزراء السابقين عندما اصبح نائباً .
هل كان مطلوب من دولة الرئيس في اليوم الأول من تشكيل الحكومة ان يتحدث مع النائب المخضرم عطية حول البطالة والفقر والمحروقات، والهموم الاقتصادية وما طرأ على اسعار السيارات و السجائر و.. و.. و .. خلال الفترة الأخيرة..!!!
لا اختلف مع النائب عطية ان تشكيل الكتل النيابية سيكون مبني على برامج، و يتم الاتفاق عليها والمواقع التي يمكن ان تحصل عليها الكتل لكي تتطبق برنامجها وتتابع الحكومة في كل برنامج بشكل منفصل.
في ضوء ما تقدم ارجو ان يسمح لي سعادة النائب خميس عطية و حزب أراده الذي يمثله بالملاحظات التالية :
•ينتقد النائب عطية الرئيس في مرحلة لا تزال فيها الحكومة جديدة، ولم يتم عقد الاجتماعات الأولى لمجلس النواب، مما يعني أن الوقت ما زال مبكرًا لتقييم فعالية الاتصالات.
•من المهم أن يُدرك النائب أن الرئيس في مرحلة تشكيل الحكومة، وهو الأمر الذي يتطلب وقتًا للتواصل والتشاور مع الكتل. قد يكون التركيز على الاتصالات الهاتفية في الوقت الحالي هو الوسيلة الأنسب لبناء العلاقات قبل عقد الاجتماعات الرسمية.
•الرئيس ليس غريبًا عن واقع الحال في المملكة السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ومجالس النواب السابقة وإنجازاتها. وبنفس الوقت هو مطلع على توجيهات جلالة الملك ومؤشرات الوضع الراهن. لذلك، من المهم أن يُعطى الفرصة لبناء رؤية واضحة قبل الانتقادات.
•يجب أن يُشجع النائب على انتظار نتائج العمل الحكومي قبل توجيه الانتقادات، خاصة أن مرحلة التشكيل تتطلب تقييمًا موضوعيًا وليس انطباعات سريعة.
كنت اتمنى من النائب عيطة ان يتحلى بالصبر قبل إصدار الأحكام على الأداء الحكومي في هذه المرحلة الحساسة. لذلك رسالة للنائب عطية ولكافة أعضاء مجلس النواب المحترمين بمختلف اطيافهم وتكتلاتهم وتوجهاتهم وتطلعاتهم، من المهم إعطاء دولة الرئيس الدكتور جعفر حسان الوقت الكافي لتشكيل حكومته وبناء علاقات قوية مع مجلس النواب قبل توجيه أي نقد، حيث وعلى الرغم من أن النائب خميس عطية يتمتع بخبرة في البرلمان، إلا أنه من المهم أن نتساءل عن مساهماته في الدورات السابقة على المستوى التشريعي والخدماتي. هل كان له دور فعّال في معالجة القضايا الحيوية التي تهم المواطنين والتي أشار اليها؟
إن الهجوم على الرئيس بعد يوم واحد فقط من تشكيل الحكومة يعد أمرًا غير مقبول، خاصة من نائب يمتلك خبرة طويلة في العمل السياسي. وكان من الأجدر بالنائب أن يعطي الحكومة فرصة لإثبات نفسها قبل أن يصدر أحكامًا سريعة. إن هذه المرحلة تتطلب تعاونًا وتفهمًا، بدلاً من الانتقادات التي قد تؤدي إلى تباعد بين الحكومة والبرلمان.
أما دولة الرئيس الدكتور جعفر حسان فد عرفته عن قرب كزميل دبلوماسي خلوق يتمتع بأدب وخلق جم ودبلوماسية عريقة واطلاع واسع على كافة القضايا الوطنية والسياسة الخارجية و التحديات التي تواجه الأردن في الداخل والخارج. وقد تشرفت ابنتي الإعلامية فرح العجلوني بالعمل بمعيته في الديوان الملكي العامر قبل توليه وزارة التخطيط وعملت بمعية ايضاً في وزارة التخطيط قبل ان تغادر للعمل في التلفزيون الأردني قسم الاخبار الإنجليزي. فدولته يمتلك مؤهلات وخبرات تؤهله لقيادة المرحلة الحالية بكفاءة.
وقربه من جلالة الملك يجعله على دراية عميقة بالتوجيهات الملكية ومؤشرات الوضع الراهن، مما يسهل عليه اتخاذ القرارات السليمة.
علاوة على ذلك، سعة اطلاعه على الأمور الداخلية والخارجية تعزز من قدرته على التعامل مع التحديات المتعددة التي تواجه الوطن. كما أن انتماءه الوطني وإخلاصه ومحبته للوطن يعكسان حرصه على خدمة المصلحة العامة وتحقيق التنمية المستدامة. لذا، من المهم إعطاء الرئيس الوقت الكافي لتشكيل حكومته وبناء علاقات قوية مع مجلس النواب قبل توجيه أي نقد، حيث أن الأجواء الإيجابية والتفاهم بين الحكومة والبرلمان ستكون لها نتائج إيجابية على الوطن والمواطن.
*مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية
muwaffaq@ajlouni.me