facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما وراء الحدث .. عندما يتحول الحليف إلى عدو خفي


محمود الدباس - ابو الليث
21-09-2024 11:12 AM

في عالمٍ تتشابك فيه القوى.. باتت الضربات التي تستهدف المقاومة.. أكثر تعقيداً من مجرد عمليات عسكرية عابرة.. فاليوم.. نشهد كيف تتكثف الضربات على الضاحية الجنوبية.. معقل حزب الله.. واستهداف قيادات عليا.. حيث تُظهر التحليلات.. أن هذه الضربات ليست فقط محاولات لتقويض التنظيم العسكري.. بل هي جزء من استراتيجية متقدمة.. تعتمد على التفوق التكنولوجي والاستخباراتي للكيان الإسرائيلي.. فما يحدث في الظاهر.. ليس إلا نتيجة عمليات أعمق وأدق.. اختراقات تنفذ بوسائل حديثة.. كالاعتماد على الأقمار الصناعية.. والتنصت الإلكتروني.. والتطبيقات المشفرة.. التي تطورها شركات عالمية تُشاع ارتباطاتها الخفية بالموساد.

ما يثير الدهشة هو.. أن حجم هذا الاختراق يبدو أكبر مما يظنه الكثيرون.. فمنذ فضيحة أجهزة البيجر التي فجّرها الكيان عن بُعد.. بعدما باعها لحزب الله كأداة للتحكم.. يبدو أن حزب الله لم يتمكن من سد تلك الثغرات الأمنية بالكامل.. بل استمرت الضربات بدقة أعلى.. وكأن الكيان يتمتع بقدرة على توقع خطوات قادة الحزب.. وهو ما يكشف أن الموساد لا يعتمد فقط على العملاء البشر.. بل يوظف التكنولوجيا كجزء من استراتيجية الحرب الحديثة.. مما يجعل الحزب عرضة لضربات استباقية متكررة.

الأمر لا يقتصر على حزب الله وحده.. إذ تتحدث التقارير العالمية عن أن إسرائيل باتت تعرف الكثير عن المقاومة الفلسطينية عبر اختراق حلفائها.. إيران وحزب الله اللذان يُعدان داعمين أساسيين للمقاومة الفلسطينية.. يتعرضان للاختراقات المتكررة.. مما يُسهل على الكيان الإسرائيلي الوصول إلى معلومات دقيقة عن وضع المقاومة.. فكيف يمكن للمقاومة أن تكون محصنة.. في الوقت الذي ينهار فيه الدرع المحيط بها؟!.. لذا وجب على المقاومة التنبه والتيقظ اكثر من السابق.. فمن مأمنه يؤتى الحذِر.

وهنا يجدر الاشارة الى مفهوم حرب المعلومات والتكنولوجيا.. فإسرائيل أدركت مبكراً أن الحروب التقليدية لم تعد كافية لحسم المعارك.. فعملت على بناء شبكة متطورة من الخبراء في الأمن السيبراني وتحليل البيانات.. مما أتاح لها تفوقاً استراتيجياً في حرب المعلومات.. لقد أصبحت التقنيات الحديثة وسيلة فعالة في اختراق الأعداء دون الحاجة إلى إرسال الجنود.. ووفقاً لتقارير متعددة.. فإن العديد من الشركات التي تعمل في مجال الأمن السيبراني.. قد تكون شريكاً خفياً في هذه العمليات.. أكان بشكل مباشر.. او غير مباشر.. من خلال الاستعانة ببعض المكونات من شركات اسرائيلية.. مما يسمح للكيان الإسرائيلي بالتوغل في الأنظمة التكنولوجية لأعدائه.

فعندما تمكن الموساد من سرقة أرشيف الملف النووي الإيراني.. كان ذلك بمثابة إثبات للقدرة على اختراق أعمق الأنظمة تحصيناً.. ولا يختلف الأمر مع حزب الله.. فكل ضربة جديدة على قياداته.. تأتي لتعزز الشكوك.. بأن الحزب مخترق من الداخل.. وأن المعلومات التي يجمعها الموساد.. تأتي نتيجة تقنيات متقدمة.. تعجز الأنظمة الأمنية التقليدية عن اكتشافها.

وفي خضم ما نشاهده.. اجدني مضطراً للحديث عن الأردن.. وموقعه في مواجهة التهديدات.. فأمام هذه المشاهد المتسارعة.. يجب على الدول المحيطة.. وعلى رأسها الأردن.. أن تدرك حجم التهديدات.. فالأردن يتمتع بموقع استراتيجي حساس.. يجعله في قلب أي صراعٍ محتمل.. ولذلك.. فإن التحدي لا يكمن فقط في حماية الحدود العسكرية.. بل في تحصين نفسه ضد الاختراقات التكنولوجية والاستخباراتية.. الأمر يستدعي إعادة النظر في التحالفات.. وبناء قدرات استخباراتية محلية قوية.. تستطيع مواجهة هذه التهديدات بشكل استباقي.. فالعالم اليوم لا يقبل بالضعف.. وأي خلل في الدفاعات السيبرانية.. قد يكون له تداعيات كبرى على الأمن القومي.

في نهاية المطاف.. نجد أن ما يحدث.. ليس مجرد عمليات عسكرية.. أو استخباراتية معزولة.. بل هو جزء من معركة أكبر.. تدور في ساحات غير مرئية.. ساحات تعتمد على المعلومات والتكنولوجيا.. ولذلك.. لا بد أن تكون هناك استجابة استراتيجية.. تتناسب مع حجم هذا التحدي.. فالمستقبل لن يُحسم بالقوة العسكرية وحدها.. بل بالقدرة على حماية المعلومات.. والتفوق في ساحة المعركة غير التقليدية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :