برغم انقطاعي الطوعي عن الكتابة والنشر على صفحتي منذ أكثر من عام ونصف ،وبخاصة الكتابة عن الشأن العام ، إلا أن اصابعي لم تطاوعني هذه المرة وأبت إلا ان تتمرد وتعزف على حروف لوحة المفاتيح الخاصة بجهاز اللاب توب لتعبر عن ما يجول بخاطري بعد سماع ما جاء على لسان رئيس الوزراء بأول جلسة وزارية يعقدها ليعلن عن الخطوط العريضة للنهج الذي ستنتهجه وزارته للعمل ، حيث ذكر بأنه سيقوم بعقد جلسة وزارية شهرية باحدى محافظات المملكلة ، كما ذكر بأنه سيقوم شخصيا بزيارات اسبوعية لمدن وقرى وبوادي ومخيمات ،للاطلاع عن قرب على حاجات الناس ، وهنا أسرد هذه القصة التي ستلخص نتائج هذه الزيارات الميدانية.

في سالف الأيام ، قرر أحد الحكام الأداريين القيام بجولة ميدانية إلى أحدى القرى التي تقع ضمن مسؤوليته ، فتم التجهيز للزيارة واجتمع الأهالي في ساحة القرية ، وبعد الترحيب بالحاكم الأداري ، أخذ بعض الأهالي يعرضون.

مطالبهم أمامه ، والتي تركزت على فتح الطرق وبناء مدارس ومراكز طبية ومكتب بريد وغيره من خدمات أساسية ، وما كان من الحاكم الأداري من ردة فعل سوى أن يحرك رأسة صعودا وهبوطا دون أن ينبس ببنت شفة ، مدركا بأنه لا توجد أية امكانيات مادية لدى الدولة لتنفيذ هذه المشاريع . وفجأة ، تقدم أحد الأهالي بشكوى أمام الحاكم جاء بها أن الرجل المسؤول عن أطلاق مدفع الأفطار بشهر رمضان لا يفعل ذلك مما يربك الأهالي ، عندها تحمس الحاكم الأداري وقال بنفسه هذا مطلب سهل يمكن تحقيقه للأهالي ، وطلب من فوره احضار الرجل المسؤول عن اطلاق المدفع ، ولما مثل أمامه سأله زاجراً ، لماذا لاتقوم بواجبك بإطلاق المدفع ، عندها أجاب الرجل بأن هناك ثلاثة عشر سببا تمنعني من ذلك ، فأولها ، لا يوجد ملح بارود ، وأراد الرجل أن يسهب بذكر بقية الأسباب ، عندها أوقفه الحاكم الأداري عن أكمال حديثه ، وهم مغادرا الاجتماع قائلا بنفسه ، لا قيمة لأي سبب تالي يمنع أطلاق مدفع رمضان طالما أن ملح البارود غير متوفر .

وهنا نقول لدولة الرئيس ، لا طائل من استماعك لمطالب الناس واحتياجاتهم ، طالما أن مطالبهم تنحصر بمشكلة البطالة والفقر ،التي تحتاج لحلها لميزانيات ضخمة" ملح بارود " هي غير متوفرة بميزانية الدولة في الوقت الراهن ولا في الأيام والسنوات المنظورة ....اركن ربابتك دولة الرئيس طالما لا تتوفر بين يدك الأسباب الموضوعية لحل الأزمات المستعصية في البلد ووفر على نفسك وعلينا عناء وعود لن يتحقق منها شيء.