facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لماذا لست ضمن الفريق الوزاري الجديد؟! ..


محمود الدباس - ابو الليث
20-09-2024 01:28 PM

هذا السؤال الذي ربما يطرق ذهنك مع كل تشكيل حكومي جديد.. او حتى تعديل.. فتتأمل في سيرتك الذاتية المليئة بالشهادات والخبرات.. وتطرح على نفسك سؤالاً بريئاً.. أين أخطأت؟!.. لماذا لم يتم استدعائي إلى تلك القاعدة التي يُعلَن فيها عن الأسماء؟!..

ولكن.. دعنا من التحليل العميق.. لأن السر الحقيقي لا يكمن في مؤهلاتك الأكاديمية.. أو خبراتك الميدانية.. بل في "الوصفة السرية".. تلك التي لن تجدها في كتب العلوم السياسية.. أو حتى في أدبيات الإدارة الحكومية.. إنها "سِكْرِت الكولنيل ساندرز الخاص بالسياسة"..

للوهلة الأولى.. قد تظن أن المطلوب ليصبح الإنسان وزيراً هو أن يكون متعلماً وصاحب خبرة فقط.. لكن الحقيقة تقول غير ذلك.. لنبدأ من الفكرة التي يتداولها المواطنون في جلساتهم.. أن اختيار الوزراء يرتبط بمدى قربهم من رئيس الوزراء نفسه.. وأنهم.. بلا شك.. من أصحاب "الفكر الاقتصادي المتقدم" الذي يعتمد على اتباع وصفات الغرب والبنك الدولي.. فإذا كنت غير مرتبط بشكل وثيق.. أو مؤيدا علنا لهذا النظام العالمي.. حتى تستطيع التعامل والتفاهم معه.. فلا تنتظر أن يُطرق بابك يوماً ما..

ثم هناك ذلك الرابط السحري.. بين الدول الكبرى وحاملي شهاداتها.. فكلما كانت درجتك العلمية مختومة بختم جامعة من أمريكا أو بريطانيا.. ازدادت حظوظك في الظفر بحقيبة وزارية.. ربما لتلك العلاقات الدولية الخفية التي لا يراها سوى أصحاب العيون المترقبة من الخارج.. أو ربما لأن تلك الشهادات تحكي باسلوب يتقبله أصحاب القرار.. لكن لا تقلق.. إذا لم يكن لديك شهادة من تلك الدول.. فقد تكون خارج اللعبة.. ولكن هذا لا يعني أنك غير كفؤ.. بل فقط أنك لم تحصل على "اللغة السرية" المناسبة..

أما عن "التزكية".. فذلك جانب آخر لا يقل أهمية.. بعض الجهات المحلية أو حتى الخارجية.. لديها كلمة مسموعة في تحديد من يستحق أن يجلس على كرسي الوزارة.. وقد تظن أن هذا أمر مبالغ فيه.. لكن الواقع يقول إن بعض الشخصيات تتم تزكيتها من قبل بعض الدوائر.. أو حتى من منظمات دولية.. لضمان أن تكون الحكومة على نفس الموجة الفكرية.. أو العملية مع تلك الجهات.. لتسهيل الأعمال.. وتسيير المصالح المشتركة.. فإن لم تكن لديك صلات بأحد هذه الأركان.. فربما تنتظر طويلاً دون جدوى..

ولا ننسى "التوريث".. إنه السلاح السري الآخر.. والذي يجعل اللعبة أكثر تعقيداً.. فإذا لم يكن والدك أو جدك قد جلس على كرسي الوزارة من قبل.. فقد تجد نفسك تراجع قوائم الأسماء.. وتجدها مألوفة بشكل غريب.. وكأنهم جزء من إرث وطني لا يمكن التفريط به.. يعودون بعد غياب.. ويبدو وكأن الوزارات لا تتنفس إلا بهم.. فمن المنطقي أن يتم تفضيلهم.. فهم أبناء الجذور العريقة..

والآن.. بعد أن فهمت "الوصفة السرية".. نعود لسؤالك الأول.. لماذا لم تصبح وزيراً؟!.. ببساطة.. لأنك لم تكن ضمن دائرة الذين يتقنون لعبة التوازنات والعلاقات الخفية.. ولأنك لم تحصل على "توصية" من تلك الجهات الدولية التي تحمل مفاتيح اللعبة.. وربما لأنك لم تتعلم في الجامعات التي تكتب وصفة الحكومات.. أو ببساطة لأنك لم تكن ضمن القلة التي تحتفظ بسر "سِكْرِت الكولنيل ساندرز الخاص بالسياسة".. فلا تشعر بالذنب.. فقط لأنك لم تكن تعرف أن اللعبة ليست عن الكفاءة بقدر ما هي عن معرفة أسرارها..

واعيدها.. لا تقلق.. إن لم تكن وزيراً اليوم.. فلعل غداً يكون هناك فرصة أخرى.. فقط احرص على تعلم الوصفة.. وتأكد أنك تلعب وفق قواعدها.. لأن السياسة في بلادنا.. كما يقول المثل.. "ما هي إلا طبخة سرية".. ومن لا يعرف المكونات.. يبقى خارج المطبخ..

وفي الختام اقول.. عليك ان تعلم.. بان في كل فريق وزاري.. وزير على الاقل.. لا تنطبق عليه الوصفة السرية.. ليكون الجواب المُسكت لاي شخص يدعي بكل ما تم ذكره..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :