كل العالم جاهز للانفجار ..
صالح الشرّاب العبادي
20-09-2024 12:29 PM
الاتصالات عصب الجيوش.. والتكنولوجيا الحديثة جاهزة للتخريب في اي لحظة، والتدخل البشري هو المتحكم ..
لن ادخل في نوع وطبيعة الأجهزة التي تم تفجيرها في لبنان بشكل عام ولدى حزب الله تحديداً ، هذه التفجيرات التي احدثت صدمة كبيرة لدى العالم اجمع واحدثت خرقاً لا سابق له في عالم التكنولوجيا الحديثة، وهذا الحدث الصادم للعالم والذي تصدى له الكثير من العلماء والمحللين في تفسير ما حدث وقد تصدت شركات التكنولوجيا الصانعة بتبرئة منتوجاتها حيث كان تم العبث بها بعد عمليات التصنيع ..
لقد كان التساؤل.. هل هو هجوم سيبراني او هجوم استخباراتي ام هو تدخل عملاء نقل ووكلاء شركات مخترقين .
لغاية الان تنفي الشركات التي يتبع لها تلك الاجهزة المتفجرة وتدعي انها هي صانعة فقط ، اما عمليات الشراء من خلال الوكلاء والتجار والوسطاء فهي خارج اطار تلك الشركات، فكيف يتم تحديد الشحنات إلى جهة معينة او دولة معينة او تنظيم معين ليتم اعادة برمجة تلك الاجهزة وتفعيلها وبالتالي السيطرة عليها باشارة لاسلكية من اجل تفجيرها بشكل مباشر وفي وقت واحد وفي منطقة محددة ..
الاحتمال الاول انه تم اختراق تلك الشركات من خلال عملاء داخل الشركة وسرقة البيانات وارقام الكود الخاص والرقم الصناعي المتسلسل ومن ثم تحديد مسارها إلى حين وصولها إلى جهةٍ الاستخدام النهائي ليصار الى التحكم بها بشكل كامل والتلاعب بدرجات الحرارة للبطاريات من اجل تفجيرها .. وهذا الاحتمال ضعيف لان الشركات هي ربحية الانتاج فلا يمكن ان تغامر في مستقبلها الصناعي والاقتصادي ..
الاحتمال الثاني انه تم التدخل بالأجهزة بعد خروجها من الشركات المصنعة من خلال عملاء او وكلاء او شركات وسيطة يتم خلقها لصالح العدو ، تكون هذه الشركات والوكلاء والوسطاء مخفية بعيدة عن الأنظار وفي دول بعيدة عن الأنظار والشك ، وتم ادخال او لصق ذرات متفجرة ، تنفجر فيما إذا وصلت درجات الحرارة إلى حد معين من خلال التحكم بالتفجير في الزمان والمكان المحددين .
الاحتمال الثالث هو وجود عملاء وشركة وساطة ووكلاء داخل الدولة نفسها الذين استوردوا هذه الدفعات من الأجهزة وتم اختراقها واعادة برمجتها وتحضيرها للتفجير في وقت معين ومن خلال رقم سري ليصار إلى إبقاءها تحت السيطرة الكاملة في اي وقت يتم تحديده للتفجير .. وفي ذروة المواجهة …من اجل شل عصب الجيش وفقدانه السيطرة الكاملة على قطعاته العسكرية…
تعتبر الاتصالات السلكية واللاسلكية في العمليات العسكرية في السلم والحرب هي عصب الجيوش فاذا ما تم اختراقها بأي شكل من أشكال الاختراق ( التشويش ، التعطيل ، التدخل بسير الاتصالات ، الخداع الصوتي ، التدخل المباشر بالاتصالات من خلال اصوات مشابهة للطرف المقصود ، وأخيراً من خلال الولوج اليها وتفجيرها كما حدث في جنوب لبنان وهو آخر ما توصل له العدو من حرب الاستخبارات ) وتعد أجهزة الراديو عالية التردد للغاية (VHF) وعالية التردد بشكل فائق (UHF) أكثر أنواع الراديو استخداماً من قِبل الجيوش والشرطة وأطقم البواخر والسفن في عرض البحر ومنظومات الإطفاء ومنظومات الطوارئ والكيانات الأخرى التي تعمل في مناطق عمل قد تكون فيها شبكات الاتصالات العادية غير ثابتة أو لا يعمل بشكل واضح .
إذا دول العالم الان بدأت بفحص وتمحيص ما لديها من أجهزة لاسلكية وغير لاسلكية، وبدأت جيوش العالم الان تختبر اجهزتها وتفتيشها وتتبع طريق استيرادها فيما إذا كانت عمليات الاستيراد من الشركة الصانعة او من خلال الوكلاء والوسطاء او من خلال دول اصبحت مشبوهة ومتورطة في بيع تلك الأجهزة او ان ارضها كانت بيئة لتك الصفقات ومرتع للعملاء والوكلاء والوسطاء والشركات الوهمية…
يعتبر اختراق أجهزة الاتصالات من أعمال الاستخبارات والمخابرات لكل دولة بالعالم وذلك بالتصنت او سرقة المعلومات والبيانات او التشويش عليها او تعطيلها او الدخول على سيل الاتصالات والتمويه والخداع الصوتي ، ولم تصل حرب الاستخبارات إلى الحد التي وصلت له اسرائيل واستخباراتها كما حدث في هذه التفجيرات التي صدمت حزب الله والعالم على حد سواء..
لقد فتحت تفجيرات اجهزة الاتصالات اللاسلكية في لبنان بشكل عام وبين عناصر حزب الله بشكل خاص شهية التنظيمات المسلحة والتنظيمات الارهابية في العالم والتي سيكون هناك تبعات كثيرة ومتتالية وغير مسبوقة في عمليات الاختراق والتفجير الجماعي والفردي وكذاك تفجيرات الطائرات الحربية والتجارية والبواخر والسفن الحربية والتجارية ..
ان مراكز الاتصلات ومراكز منظومات الأسلحة الكيميائية والذرية والبيولوجية ومراكز السيطرة على شبكات الاتصالات وشبكات المعلومات وشبكات الكهرباء والمياه والقطارات ومرتكز الملاحة البحرية والجوية والمطارات إضافة الى مراكز المفاعلات النووية، ومراكز البنوك والمؤسسات المالية والصناعية الكبرى، جميعها الان معرضة للخطر التفجيري والتخريب والتدمير الجزئي والكامل ..إذا لم يقوم العالم باجراءات حماية دولية شاملة من خلال قرارات حازمة تحمي كل هذه المراكز وغيرها وبالتالي تجنب حدوث حرب تخريبية عالمية ، وبتجنب العالم فوضى عارمة تطيح بكل ما توصل اليه من عالم رقمي ..
ما قامت به اسرائيل وتقوم به لغاية الان من تاريخ احتلالها لفلسطين هو الإرهاب بعينه بل هو اعلى قمة درجات الارهاب بدون منازع وبدون اعترافات او اعتبارات او قرارات مجلس الامن ، وبدون مجالس قضائية او محاكم دولية ..
نحن امام حقبة جديدة من حرب الإستخبارات العابرة للحدود اسمها ( حرب شل العدو) والهدف منه ، فقدان كامل للسيطرة والتوجيه للقوات المحاربة في أرض المعركة…، فالإتصالات هي اساس العمليات الحربية ففي حال خرقها بأي شكل من الاشكال فانها ستسبب في فوضى عارمة وتخبط في سير العمليات على الارض وفي الجو والبحر ، إذا لم يكن هناك بديلا للاتصالات وفهماً كاملاً للواجبات في حال انقطاعها او اختراقها ….
في القطاعات المدنية ، ان تعطيل ( فقط ) محطات شبكات الكهرباء كفيل باعادة العالم إلى العصر الحجري لما يترتب عليه من تعطيل كل ما يعمل على التيار الكهربائي من تكنولوجيا ..
اخيراً .. العالم ودول العالم يعيد الان تهيئة نفسه لحرب نجوم وحرب فضائية خارقة للحدود والجغرافيا … بدأتها اسرائيل باكبر عملية اختراق تفجيري لحزب الله في الضاحية الجنوبية في لبنان ، في حين عجزت قوات الاحتلال الاسرائيلي لغاية الان اختراق المقاومة الفلسطينية في غزة بقوة وصلابة الحاضنة الشعبية ولعبقرية المقاومة في التواصل فيما بينها بشكل جعل العدو وقوات الاحتلال واستخباراته عاجزاً عن اختراق اتصالاته او تفجيرها او التشويش عليها …
إذا التدخل البشري والاختراق البشري هو الاساس في اي عمليات اختراق تكنولوجي اجهزة اتصالات وغيرها …