ذكرياتي مع المحيط في مدينة طنجة
مصطفى القرنة
20-09-2024 12:07 PM
عندما جلست على المحيط تذكرت رواية موبي ديك للكاتب الامريكي هرمان ملفيل وحربه مع الحيتان وكثيرا ما راودتني فكرة الكتابة عن البحر ولكني كنت أخاف منه بشكل كبير .
ولم يتأخر ذلك فكانت روايتي الجميلة دموع على حدود طنجة والحقيقة ان طنجة هي أم الروايات فقد روت لي كثيرا والهمتني كثيرا .
فعرفت السوق البراني والجواني والقصبة وكتبت عن كثير من التفاصيل.
طنجة، تلك البقعة الساحرة حيث يلتقي المحيط الأطلسي بالبحر الأبيض المتوسط، كانت مسرحًا لذكرياتي التي لا تُنسى. أستطيع أن أسترجع كل لحظة قضيتها على شاطئها الرائع، حيث كنت أستمتع بجمال الطبيعة وعذوبة البحر.
أول زيارة لي كانت في صباح مشمس، حيث انطلقت إلى شاطئ "مالاباطا". هناك، امتدت الرمال الذهبية تحت قدمي، وكان صوت الأمواج يتراقص في أذني كأنها نغمات موسيقية.
جلست على الرمال، أراقب الأفق حيث تلتقي السماء بالماء، وشعرت كأنني في عالم آخر.
عندما اقتربت من الماء، شعرت ببرودة الأمواج وهي تلامس قدمي. كانت الأمواج تأتي وتذهب، تحمل معها قصصًا من أعماق المحيط. أذكر أنني قمت برسم دوائر على الرمال وفيها اسمي ، لكن الموج جاء ليحملها بعيدًا، كما لو كان البحر يحاول أن يعلمني درسًا في الزوال والتغير.
في كل زيارة، كنت أكتشف شيئًا جديدًا. ذهبت مع أصدقائي في نزهات بحرية، حيث استمتعنا بالاقتراب من المحيط ومشاهدة السفن البعيدة وهي تمضي . كانت لحظات مليئة بالسعادة والمغامرة، وكأن المحيط كان يشاركنا فرحتنا.
لكن هناك أيضًا لحظات تأملية. في المساء، عندما تتلألأ النجوم في السماء، كنت أحب أن أذهب إلى الشاطئ وأستمع إلى همسات الأمواج. كانت تلك اللحظات تمنحني شعورًا بالسلام، وتذكرني بمدى جمال الحياة وتنوعها.
المحيط في طنجة لم يكن مجرد مكان، بل كان صديقًا لي.