الأمير والأميرتان .. حملوا أثمن المعاني
بهاء الدين المعايطة
19-09-2024 12:34 PM
الأمير، والأميرتان الذي حملوا الكثير من المعاني ، منذ الصغر ونحن نعلم ونسمع بالمثل الشعبي أن العين لا تعلى عن الحاجب، أمراء كانوا لنا خير الأهل وخير السند والوصي، أمراء كانوا بجانب كل من كان بجانبهم، كم أنا اليوم سعيد أنني أكتب بمن قدموا لنا الكثير، وقدموا لنا شبابهم من أجل تقوية نسيجنا الوطني والاجتماعي ، اليوم نرى الكثير من المشاركات التي كان لها الأثر الطيب علينا، وكان لها المعنى الحقيقي للانتماء إلى الوطن وأبنائه، معاني كانت تحمل الكثير من القيم التي رسخت بنا روح الحب والأمل والتفاؤل.
لا أحد يعلى عليهم، أثبتوا حبهم بكل معانيه، كانوا الأقرب لأبناء الشعب بأكمله، وكانوا الأوفياء لهذا الوطن، حاملين ومطبيقين لرسالتهم الجليلة التي عهدها الشعب الأردني بهم.
الأمير عاصم بن نايف حفظه الله ورعاه، الأمير الذي عرفه الجميع، وعرفه المجتمع بأكمله، عرفته العشائر بمعانيه الحقيقة بعيدا عن مبدأ الطبقة والألقاب ، عرفوه الأمير المتواضع والموهوب، عرفوه بقربه للمناسبات الأردنية دون أي تمييز بين أي من كان، كان الأخ والأب والصديق والعين، الذي ترعى العديد، وتقدم الكثير وتسعى لتحقيق غايات الوطن وأبنائه ، كان الأمير الذي يسعى لأجل نقل رسالتهم الهاشمية الحكيمة بمصداقية بعيدا عن وسائل والظهور الإعلامي، الأمير الذي أجمع الجميع على حبه، وله العديد من المشاركات التي أثبتت ظهوره،والتي كانت دليلا واضحا للمسيرة التي يتبناها من خلال مشاركاته الواضحة والصادقة الواعدة للمستقبل القريب وآخرها كانت بجانب الأميرة عالية بنت الحسين برعايتهم الكريمة لمسابقة الشرق الأوسط لجمال الخيول العربية الأصيلة الذي أقامها الاتحاد الملكي الأردني للفروسية للعام الحالي 2024 بحضور أصحاب السمو الملكي، والمسابقة التي كانت تحظى بالدعم الأميري الذي استطاع من خلالها أن يضعها على طريق التميز الحقيقي والصحيح، للمضي نحو بوصلة إكمال نجاح مسيرة البطولات العربية والدولية المقامة في الأردن، والمتضمنة أن تجمع من خلالها العديد من الأشخاص من جميع دول العالم، والكثير من أبناء الشعب الأردني، كما أنها لم تكن الرعاية الأولى بتاريخه، لكن كانت قادرة أن تثبت معنى الإنجاز الحقيقي الذي حققه خلال مسيرة حياته.
ولا ننسى الداعم الأول لتلك المسيرة، صاحبة السمو الملكي الأميرة الأم عالية بنت الحسين حفظها الله، النموذج الفريد والنادر، أيقونة الاتحاد الملكي الأردني للفروسية ورئيسته، القريبة لنا على نحو خاص بحبها وبصفاتها النادرة، حقا حينما أكتب عنها، أكتب بكل سعادة وبالوقت نفسه يراودني هل أنني سانصفها أم ستخونها كلماتي، الأميرة التي كانت دوما بعيدة عن الإعلام، رغم كثرة الإنجازات التي رسمتها بطريقها، رسمت الكثير من النجاحات التي شهدت لها المؤسسات بأكملها، الأميرة الذي لم تتخذ من الألقاب إلا لخدمة الوطن وأبنائه ، الأميرة التي أسهمت بإيصال صوت الجمعيات التعاونية إلى أصحاب القرار، منذ سنوات طويلة، ونحن نرى الرعايات الصادقة التي كتبتها بماء الذهب، ونرى الذكريات التي حملتها وحملت تفاصيلها الدقيقة، ورسالتها التي عهدت نفسها لأجلها، كم جميلة تلك الأيام عندما تتحدث عن نفسها وعن من رسخ نفسه لأجلها، كانت وما زالت الصوت الناصح والناصت، وصاحبة المبادئ والأفكار الشائقة، رائحة الحسين طيب الله ثراه، وابنته وفرحة الأردنيين الأولى، لا أعلم لماذا تتعثر كلماتي، ورغم ذلك تبقى عاجزة عن وصف التعبير الذي أحمله بداخلي، حين أرى أننا أمام عائلة عجزت الكتب جميعها عن وصفهم، العائلة التي سيبقى تاريخها حافلاً بالبصمات والصفات التي تفتقر لها العائلات الملكية على امتداد العالم بأكمله.
ونستذكر بمقالنا الأميرة سناء عاصم، الأميرة وزوجة الأمير عاصم بن نايف حفظهما الله، الأميرة الذي يتحدث عنها التواضع بنفسه، الأميرة التي أثبتت لنا القرب الكبير والتواصل الحقيقي القادر على ترسيخ مبدأ القيم الحميدة والإنسانية التي تربى عليها أمراء العائلة الهاشمية، الأميرة التي كانت الشخص الأقرب لمن عرفها، من خلال تواصلها المباشر الذي كان له الأثر الطيب علينا، ومن خلال إتاحة الفرص وتحقيق المبادرات التي أسهمت من خلالها أن تبرز الأهمية الكبيرة التي تقوم بها المرأة العصامية داخل المجتمعات، على أكمل وجه .
ولا ننسى الدور الأصيل الذي تقوم به من خلال صفحتها المتواضعة والكبيرة، وبما تحمله من رسائل قيمة ، رسائل لها العديد من المعاني الحقيقة، رسائل رسخت قيم التعاون الحقيقي بين أطياف الشعب الأردني عبر سبل التواصل الفعال، صفحتها التي كانت بمثابة العالم الصغير الذي يجمع المحبين فيه، صفحتها التي كانت الطريق القصير للتواصل معها بجانب تواصلها المباشر مع الجميع، الأميرة الذي لم تغلق يوماً صندوق رسائلها بوجه من بحث عنها، ولم تبحث يوما عن أي من كلمات المدح، بل كانت الكلمات هي من تبحث عنها، الأميرة صاحبة الذوق الرفيع والكلمات الراقية، الأم والأخت والصديقة للجميع، الأميرة التي أسهمت بإكمال رسالة الهاشميين الحقيقية التي رسخها أصحاب السمو الملكي الأمراء بكل حكمة.
حقا حينما أكتب أعجز بكل معنى الكلمة، أعجز عن ماذا أكتب ، أعجز عن الوصف الحقيقي لكم، من عرفكم سيعرف عن؟ ماذا أتحدث وعن ماذا أكتب، حقا صدق من كتب أن الأحبة الحقيقيين لا تلدهم لك القرابة ولا الصدفة ولا الأيام، بل تلدهم لك المواقف، وفي هذه الحياة يلزمك أن تلتفت لهما لا لشيء آخر، الصادقون هم أصحاب المواقف الذين يتبنون القيم الإنسانية في أفعالهم بصدق وإخلاص.
أنتم من صنعتم للمجد عنوان، حفظكم الله، وأدامكم لهذا الوطن منارا عاليا.