نحن أميل للنقد والبحث عن السلبيات منا عن الإنصاف وقول الحق، خاصة إذا مال الناس ملنا وخضنا الإ من رحم الله.

هنا لن أخوض في تشكيلة حكومة دولة جعفر حسان التي تربطني بجلهم علاقة صداقة ومحبة، ولكني سأقف عند توزير النواب السابقين الأربعة، فقد كان لي شرف مزاملتهم في المجلس الثامن عشر، فكانوا مميزون بحق، وما يميزهم أنهم يجتهدون على أنفسهم فلا يكررون ذواتهم ولا يلوكون كلامهم، ومع أن الخطابات الشعبوية مبررة في ميدانهم، الإ أن القاسم المشترك بينهم أنهم مخلصون يقرأون ويبحثون وعندما يتحدثون ينطقون حقائق علمية لا عواطف ولا مجاملات.

عبد المنعم العودات، متزن متواضع هادئ رجل دولة قانوني من الطراز الأول، ينظم الكلام نظما كأنه يعزف سمفونية يطرب سامعها، ولا تملك إلا أن تحترم كلامه النافع المفيد.

خير ابو صعيليك، اقتصادي، عميق، ذو شخصية تحليلية، باحث، مخلص، نقي، محافظ على اتزانه ذو أفكار إبداعية لا يميل للنقد بل يقدم أفكارا وحلولا قابلة للتطبيق، كلما تحدث قدم خارطة طريق ووصفة لا تحتاج الإ لقرار.

خالد البكار، يجمع بين الذكاء والدهاء، سياسي، قانوني، مالي، إداري، سمه ما شئت، برع في كل المجالات التي خاضها، ترأس اللجنة المالية فظن البعض أنه ما ترأسها إلا وجاهة، فأبدع وسبر غور المالية حتى أدق تفاصيلها حتى يظن الظان أنه ما درس في حياته الإ مالية وأرقاما وحسابات، يحاجج المختصين فيظفر بالغلبة.

وفاء بني مصطفى، إمرأة قانونية صلبة، تجيد الإمساك بكافة الخيوط المهنية والسياسية والقانونية وتحكم ربطها، فتعرف من أين تؤكل الكتف. أمسكت بزمام وزارة التنمية الإجتماعية فأخذت قصب السبق، وكأنها ابنة الوزارة منذ سنين.

توزيرهم لم يكن جوائز ترضية بل لأنهم يشكلون إضافة نوعية وقيمة مضافة أينما حلوا.

فهنيئا لهم ثقة سيد البلاد، وأعانهم وزملائهم على حمل الأمانة ونفع الله بهم وبزملائهم البلاد والعباد.

والله ولي التوفيق..