facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مؤشرات الانتماء إلى ملة سيدنا إبراهيم


عبدالقادر مهيار
17-09-2024 05:18 PM

بقلم المستشار الأستاذ عبدالقادر نايف مهيار

المقدمة
يقول الله تعالى : وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ۚ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) سورة البقرة

يعد سيدنا إبراهيم نموذجا يقتدى لمن أراد القدوة الصالحة في حياته وقد جعل الله تعالى له الثناء الحسن ولسان الصدق، ويمكن ان يكون الاقتداء بأبينا إبراهيم سبيلا لتحسين جودة الحياة نموذج للعقلانية في نقد الموروث والرحمة في التعامل مع الخلق، والثبات على المبدأ، وحسن التوكل على الله تعالى.

وهو من أكرم الضيوف قبل أن يعرف ما دينهم وما عرقهم ولم يسألهم لأي قبيلة ينتمون، وهذه قيمة يمكن ان تجعل الحياة اجمل برعاية اللاجئين وابن السبيل.

ومما يعطي لسيرة النبي إبراهيم عليه قيمة وميزة انه محل تقدير في الأمم جميعا وهو من نقد العادات المورثة ودعا إلى عقلانية التصرف حين حارب الأوثان التي لم يكن لها سند عقلاني سوى تقديس القديم "إنا وجدنا آباءنا كذلك يفعلون"

والناس في التعامل مع سيرة النبي إبراهيم على صنفين :صنف يرغب في ملة إبراهيم ويقتدي به وصنف يرغب عنها.

سوف نتناول المؤشرات التي تدلنا على صدق سيدنا ابراهيم عليه السلام بالحرص التام على العمل الصالح لنكون ممن يرغب في ملة سيدنا ابراهيم عليه السلام, ونتجنب سلوك السفهاء الذين يرغبون عن ملته، حين تغيب العقلانية في الأمور الدينية والدنيوية.
وقد جاء في اللغة : يرغب عن : اذا تركه
ورغب في : اذا أراده
السفاهة: إساءة التصرف أو التصرف بحماقة وجهالة بما يناقض الحكمة والعقلانية.

اول مؤشرات صدق الانتماء يستنبط من قوله تعالى "وَمَنۡ أَحۡسَنُ دِینࣰا مِّمَّنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنࣱ وَٱتَّبَعَ مِلَّةَ إِبۡرَٰ⁠هِیمَ حَنِیفࣰاۗاۗ".
وذلك بالاستقامة والإخلاص في عبادة الله سبحانه قولا وعملا, وراغبا لمرضاة الله سبحانه.

ومن الموشرات: ارتباط الإيمان بالعمل الحسن في اتباع ملة سيدنا ابراهيم عليه السلام والثبات على الاسلام.

فمن صفات المسلم أن يكون على يقين تام بأن الله ما أمرنا بأمر أو أحله الا ما ينفعنا فنميل اليه, وما نهانا عن أمر أو حرمه الا ما يضر بنا ويضر بمصالحنا.

القدوة والعقلانية في ملة سيدنا ابراهيم

ثالث المؤشرات أن تكون قدوة ولك بصمة في الحياة

وهنا يأتي السؤال لمن كان يرغب في ملة ابراهيم, هل يقع على عاتقه أن يكون مثلا يحتذى به في تصرفاته وسلوكه مع نفسه ومع الأخرين؟

وللاجابة على هذا السؤال سوف نتدبر معا الآيات الكريمة التالية:

"كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ"

فلقد جعلنا الله خير أمة اخرجت للناس, فالخير فينا فوجب علينا أن نحرص على تصويب الخطأ بداية مع أنفسنا لنراجع أعمالنا وسلوكنا, من قبل أن نسعى الى تصويب الأخرين.

ورابع المؤشرات عقلانية التصرفات وهذا ما نفهمه من قوله تعالى:

أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ {الحج:46}.

فقد أنعم الله علينا بقلوب تعقل, دلالة على قدرة الانسان في مزج العاطفة مع العقلانية في تصرفاته.

فالقلب له تعلق مباشر بالعقل، وهذا الأمر محل بحث علمي جاد في العصر الحديث، انتهى إلى إثبات حقائق علمية تؤكد عقلانية القلب ووعيه.

* وقد قدم القرآن أنموذجا من سلوك إبراهيم عليه السلام في نقد موروث قومه

"فَلَمَّا جَنَّ عَلَیۡهِ ٱلَّیۡلُ رَءَا كَوۡكَبࣰاۖ قَالَ هَـٰذَا رَبِّیۖ فَلَمَّاۤ أَفَلَ قَالَ لَاۤ أُحِبُّ ٱلۡـَٔافِلِینَ، فَلَمَّا رَءَا ٱلۡقَمَرَ بَازِغࣰا قَالَ هَـٰذَا رَبِّیۖ فَلَمَّاۤ أَفَلَ قَالَ لَىِٕن لَّمۡ یَهۡدِنِی رَبِّی لَأَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلضَّاۤلِّینَ".

إن اصرار سيدنا أبراهيم بالصبر ليكون من الصالحين والوصول الى الحق يقع في سياق ومفهوم العقلانية, فلم يتبع ما وجد علية أباءه, فسعى الى التفكير في خلق الكون ولم يخشى التغيير ومخالفة الواقع الذي فرض نفسه على قومه وعلى أباءه.

فمن العقلانية أيضا القدرة على تمييز الخبيث من الطيب لنختار الطيب.

وهنا دلالة واضحة على وجووب الاحسان والإصلاح في تصرفاتنا وسلوكنا, فيكون الإحسان جزاء.

كما ٌقال الله تعالى"هل جزاء الاحسان الا الاحسان"؟ "والذين أحسنوا الحسنى وزيادة"

فععلى سبيل المثال لا للحصر.

أين القدرة في توظيف العقلانية عندما لا يلتزم المسلم بتطبيق قانون وقواعد السير, رغم معرفته التامه بأهميتها للسلامة العامة, وخصوصا عندما يكون برفقة اسرته وأبنائه, يكون في قمة السفاهة, فهو لم يحافظ على درء.

فما أحوجنا للعقلانية في وقتنا الحالي حتى نرتقي بين الأمم كما أراد الله لنا, لاسيما في ظل ما نواجهه في عصرنا الحالي من حجم المتغيرات وسرعتها والتي فرضت نفسها علينا.

تجنب الفواحش في ملة سيدنا ابراهيم

أضف الى ذلك من كان يرغب في ملة إبراهيم محسنا ينبغي عليه تجنب الفواحش ما ظهر منها وما بطن. ويحرص على نشر الألفة والمودة ويحارب الفساد والفتنة.

قال تعالى:

قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ, الأعراف(33)

وكذلك وجب عليه أن يعظم شعائر الله ورسوله عليه الصلاة والسلام في نعمة النكاح وينبذ السفاح بكافة صوره وأشكاله.

فقال تعالى:
"ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ" الحج (32)

والجدير بذكره وفي نفس السياق من كان يرجو تيسير أموره من الله, فليعمل صالحا ولا يشرك بعبادته شيأ, ويحفظ حقوق الآخرين ,والدلالة على ذلك كثيرة في الكتاب والسنة.

منها قول الله عز وجل:
وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا" الكهف (88)

وبناء على ما ذكر نجد ان هناك دلالة واضحة على أن الله تعالى خلق الانسان مخيرا, في قدرته على توجيه رغباته مرتكزا على العقلانية.

ليختار طريق الحق والصواب, فيرغب في ملة الاسلام حنيقيا مسلما.

وعليه أن لا يختار بارادته الخالصة طريق الباطل والضلالة, فيكون ممن رغب عن ملة الاسلام.

والجدير ذكره هم أيماننا الراسخ في حكمة الله والصبر على الابتلاءات في النعم, التي يقدرها الله على عباده كافة, وما يعلمها وعواقبها الا هو سبحانه فقال تعالى:

(ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص ‏من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين) [البقرة:155]

فاليه ترجع الأمور كافة في السراء والضراء,

وذلك في قوله تعالى:
" وَلِلَّهِ مَا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلْأَرْضِ ۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلْأُمُور" (ال عمران 109)ُ

فلا بد لنا أن نقيس على ذلك سلوكنا وكافة أمور حياتنا الأخرى.

الاستنتاج

نستنتج من هذا المقال أن المسلم يجب عليه الحرص التام مراقبة أفعاله وتصرفاته في اطار الرغبة في ملة ابراهيم, لأهمية ذلك عند الله سبحانه وتعالى وكما أمرنا قدوتنا رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام.

وأيضا في وجوب أن نتبع سيدنا ابراهيم عليه السلام كقدوة يحتذى به,في القدرة على التفكير والحرص على توظيف العقلانية, والاستمرار في البحث عن كافة السبل التي تقودنا الى الحق وتحييد واجتثاث الباطل, مهما كانت التضحيات في سبيل ذلك.

وكذلك يمكن أن نستنتج أن المسلم كلما كان راغبا في العمل الصالح والأحسان, كلما اقترب من الله تعالى, فيسمع له دعاء, ويرفع له رجاء.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :