حصلت دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الامم المتحدة بعد ان كانت عضوا مراقبا، وبذلك اصبحت من الناحية القانونية ووفق ميثاق الجمعية العامة للامم المتحدة مثل باقي الدول الاعضاء، لكنها دولة تحت الاحتلال وهي الوحيدة في العالم والاخيرة التي ترزخ تحت اخر احتلال عل وجه الارض.

ويترتب على قبول دولة فلسطين رسميا عضوا كاملا في الامم المتحدة ، 'المشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة، ودفع الاشتراكات السنوية، والتصويت على جميع القضايا التي تعرض على المنظمة'.

ويتم بعد ذلك 'إضافة علم فلسطين إلى صف أعلام الدول الأعضاء الممتد عبر واجهة مقر الأمم المتحدة في نيويورك ومكاتب الأمم المتحدة الرئيسية الأخرى في جميع أنحاء العالم.

كما يحق لها المشاركة في عضوية اللجان المنبثقة عن الامم المتحدة وترؤس بعضها ،وممارسة جميع النشاطات الاخرى التي تمارسها الدول الاعضاء كافة.

المسألة المهمة في قرار رفع مستوى دولة فلسطين من عضو مراقب الى عضو كامل العضوية ،هو ان الامم المتحدة تعترف بدولة فلسطين من الناحية العملية ،وان مساحة هذه الدولة الواقعة تحت الاحتلال ،تضم جميع الاراضي الفلسطينية التي احتلتها السلطة القائمة بالاحتلال عام 1967،بما فيها القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية.

وهذا يحسم موضوع تعريف الاحتلال والاراضي المحتلة ،بمعنى ان العالم اصبح يعترف ويعتمد بأن جميع الاراضي الفلسطينية المحتلة في حزيران من العام 1967 هي مساحة دولة فلسطين المحتلة،وليست اراض متنازع عليها ،او يهودا والسامرة ،او اراض محتلة والاراضي المحتلة ،فقد ثبت هذا القرار مساحة وخارطة دولة فلسطين على جميع الاراضي التي احتلتها السلطة القائمة بالاحتلال كما كانت قبل الرابع من حزيران عام 1967،ورفض شرعية وقانونية واحقية وجود الاحتلال ،وهي مطالبة صريحة وواضحة وعلنية بانهاء الاحتلال لدولة فلسطين المحتلة على الفور.

الخطوة التالية ،يجب ان تشهد حراكا فلسطينيا نشطا ومكثفا ،على الصعيد الدولي مسنودا بدعم الاشقاء العرب والمسلمين والاصدقاء في العالم،من اجل نيل الاعتراف الرسمي والفعلي بدولة فلسطين المستقلة تحت الاحتلال ،ثنائيا وفي الامم المتحدة وفي مجلس الامن الدولي ،وفرضها بالقوة الدولية القانونية والسياسية والدبلوماسية والقضائية ،واجبار الاحتلال على الرحيل والاستقلال عن دولة فلسطين .

اكثر من مئة وستين دولة تعترف حاليا بدولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ،لكن يجب العمل على نقل هذا الاعتراف الى المؤسسات الدولية وخاصة مجلس الامن الدولي ،لان جميع الدول دائمة العضوية في المجلس تدعو الى اعتبار حل الدولتين الوسيلة الوحيدة لانهاء الاحتلال الاسرائيلي وانهاء الصراع والتوصل الى سلام يضمن امن واستقرار دول وشعوب المنطقة .

عضوية فلسطين الكاملة في الامم المتحدة خطوة مهمة على طريق التحرر وانهاء الاحتلال ،وتعتبر انجازا سياسيا مهما في هذه المرحلة التي تشهد اشد مراحل الصراع عنفا وصداما.

بكل تأكيد ان هذا القرار وما سيليه ويتبعه،يسبب القلق الشديد لدى الاحتلال والخوف على مستقبله ،لانه يدحض وينسف كل ما قام به من تغيير للواقع والوقائع على الارض ويؤكد الغاء ورفض شرعية وقانونية استمرار الاحتلال ووجوده ،ويشدد على ضرورة انهائه بأسرع وقت.

كما ان هذا القرار جاء تعزيزا لقرار محكمة العدل الدولية التي اقرت عدم شرعية الاحتلال ورفضت وجوده ،واكدت ان الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 اراض محتلة وعلى الاحتلال الانسحاب منها فورا.